معاونتهم على المسلمين وموالاتهم ﴿يَقُولُونَ﴾ أي في أنفسهم لقوله على ما أسروا ﴿نخشى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾ أي حادثة تدور بالحال التي يكونون عليها ﴿فَعَسَى الله أَن يَأْتِيَ بالفتح﴾ لرسول الله ﷺ على أعدائه وإظهار المسلمين ﴿أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ﴾ أي يؤمر النبي عليه السلام بإظهار إسرار المنافقين وقتلهم ﴿فَيُصْبِحُواْ﴾ أي المنافقون ﴿على مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ﴾ من النفاق ﴿نادمين﴾ خبر فيصبحوا
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (٥٣)
﴿ويقول الذين آمنوا﴾ أي يقول بعضهم لبعض عند ذلك ويقول بصري عطفاً على أن يأتي يقول بغير واو شامي وحجازي على أنه جواب قائل يقول فماذا يقول المؤمنون حينئذ فقيل يقول الذين آمنوا ﴿أهؤلاء الذين أَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ﴾ أي أقسموا لكم بإغلاظ الأيمان أنهم أولياؤكم
المائدة (٥٣ _ ٥٥)
ومعاضدوكم على الكفار وجهد أيمانهم مصدر في تقدير الحال أي مجتهدين في توكيد أيمانهم ﴿حَبِطَتْ أعمالهم﴾ ضاعت أعمالهم التي عملوها رياء وسمعة لا إيماناً وعقيدة وهذا من قول الله عزوجل شهادة لهم بحبوط الأعمال لهم وتعجيباً من سوء حالهم ﴿فَأَصْبَحُواْ خاسرين﴾ في الدنيا والعقبى لفوات المعونة ودوام العقوبة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٥٤)
﴿يا أيها الذين آمنوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ﴾ من يرجع منكم عن دين الإسلام إلى ما كان عليه من الكفر يرتدد مدني وشامي ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ يرضى أعمالهم ويثني عليهم بها ويطيعونه ويؤثرون رضاه وفيه دليل نبوته عليه السلام حيث أخبرهم بما لم يكن فكان وإثبات خلافة الصديق لأنه جاهد المرتدين وفي صحة خلافته وخلافة عمر رضى الله عنهما وسئل النبى ﷺ عنهم فضرب على عاتق


الصفحة التالية
Icon