الكتاب} من للبيان ﴿مِن قَبْلِكُمْ والكفار﴾ أي المشركين وهو عطف على الذين المنصوبة والكفار بصري وعلي عطف على الذين المجرورة أي من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار ﴿أَوْلِيَاءَ واتقوا الله﴾ في موالاة الكفار ﴿إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ حقاً لأن الإيمان حقاً يأبى موالاة أعداء الدين
وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (٥٨)
﴿وَإِذَا ناديتم إِلَى الصلاة اتخذوها﴾ أي الصلاة أو المناداة ﴿هُزُواً وَلَعِباً ذلك بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ﴾ لأن لعبهم وهزوهم من أفعال السفهاء والجهلة فكأنهم لا عقل لهم وفيه دليل على ثبوت الأذان بنصب الكتاب لا بالمنام وحده
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (٥٩)
﴿قل يا أهل الكتاب هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بالله وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ﴾ يعني هل تعيبون منا وتنكرون إلا الإيمان بالله وبالكتب
المائدة (٥٩ _ ٦٣)
المنزلة كلها ﴿وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسقون﴾ وهو عطف على المجرور أى وما تنقمون منا إلا الإيمان بالله وما أنزل وبأن أكثركم فاسقون والمعنى أعاديتمونا لأنا اعتقدنا توحيد الله وصدق أنبيائه وفسقكم لمخالفتكم لنا في ذلك ويجوز أن يكون الواو بمعنى مع أى وما تنقمون منا إلا الإيمان بالله مع أنكم فاسقون
قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٦٠)
﴿قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عِندَ الله﴾ أي ثواباً وهو نصب على التمييز والمثوبة وإن كانت مختصة بالإحسان ولكنها وضعت موضع العقوبة كقوله ﴿فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ وكان اليهود يزعمون أن المسلمين مستوجبون للعقوبة فقيل لهم ﴿مَن لَّعَنَهُ الله﴾ شر عقوبة في الحقيقة من أهل الإسلام في زعمكم وذلك إشارة إلى المتقدم أي


الصفحة التالية
Icon