نتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا إذنها أى شقوها وامتنعوا عن ركوبها وذبحا ولا تطرد عن ماء ولا مرعى واسمها البحيرة وكان يقول الرجل إذا قدمت من سفري أو برأت من مرضي فناقتي سائبة وجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها وقيل كان الرجل إذا أعتق عبداً قال هو سائبة فلا عقل بينهما ولا ميراث وكانت الشاة إذا ولدت سبعة أبطن فإن كان السابع ذكراً أكله الرجال وإن كان أنثى أرسلت في الغنم وكذا إن كان ذكراً وأنثى وقالوا وصلت أخاها فالوصيلة بمعنى الواصلة وإذا نتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا قد حمى ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه ولا يمنع من ماء ولا مرعى ومعنى ما جعل ما شرع ذلك ولا أمر به ﴿ولكن الذين كَفَرُواْ﴾ بتحريمهم ما حرموا ﴿يَفْتَرُونَ عَلَى الله الكذب﴾ في نسبتهم هذا التحريم إليه ﴿وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ﴾ أن الله لم يحرم ذلك وهم عوامهم
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٠٤)
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إلى مَا أَنزَلَ الله وَإِلَى الرسول﴾ أي هلموا إلى حكم الله ورسوله بأن هذه الأشياء غير محرمة ﴿قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا﴾ أي كافينا ذلك حسبنا مبتدأ والخبر ما وجدنا وما بمعنى الذى والواو فى ﴿أولو كان آباؤهم﴾ للحال قد دخلت عليها همزة الإنكار وتقديره أحسبهم ذلك ولو كان آباؤهم ﴿لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ﴾ أي الاقتداء إنما يصح بالعالم المهتدى وإنما يعرف اهتداؤه بالحجة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٠٥)
﴿يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم﴾ انتصب أنفسكم بعليكم وهو من أسماء الأفعال أي الزموا إصلاح أنفسكم والكاف والميم في عليكم في موضع
المائدة (١٠٥ _ ١٠٦)
جر لأن اسم الفاعل هو الجار والمجرور لا على وحدها ﴿لاَ يضركم﴾ رفع على الاستئناف أو حزم على جواب الأمر وإنما ضمت الراء إتباعاً لضمة الضاد ﴿مَّن ضَلَّ إِذَا اهتديتم﴾ كان المؤمنون تذهب أنفسهم


الصفحة التالية
Icon