يعدلون عنه أى يعرضون عنه فتكون الباء صلة للكفر وصلة يَعْدِلُونَ أي عنه محذوفة وعطف ثْمَّ الذين كَفَرُواْ على الحمد للَّهِ على معنى أن الله حقيق بالحمد على ما خلق لأنه ما خلقه إلا نعمة ثم الذين كفروا به يعدلون فيكفرون نعمته أو على خلق السموات على معنى أنه خلق ما خلق مما لا يقدر عليه أحد سواه ثم هم يعدلون به مالا يقدر على شيء منه ومعنى ثم استبعاد أن يعدلوا به بعر وضوح آيات قدرته
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (٢)
﴿هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ﴾
من لابتداء الغاية أى ابتدأ خلق أصلكم يعنى آدم ﴿ثم قضى أجلا﴾ أى تحكم أجل الموت ﴿وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ﴾ أجل القيامة أو الأول ما بين أن يخلق إلى أن يموت والثاني ما بين الموت والبعث وهو البرزخ أو الأول النوم والثاني الموت أو الثاني هو الأول وتقديره وهو أجل مسمى أى معلوم وأجل مُّسَمًّى مبتدأ والخبر عِندَهُ وقدم المبتدأ وإن كان نكرة والخبر ظرفاً وحقه التأخير لأنه تخصص بالصفة فقارب المعرفة ﴿ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ تشكون من المرية أو تجادلون من المراء ومعنى ثم استبعاد أن يمتروا فيه بعد ما ثبت أنه محييهم ومميتهم وباعثهم
وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (٣)
﴿وهو الله﴾ مبتدأ وخبر ﴿في السماوات وَفِي الأرض﴾ متعلق بمعنى اسم الله كأنه قيل وهو المعبود فيهما كقوله هو الذى فِي السمآء إله وَفِي الأرض إله أو هو المعروف بالإلهية فيهما أو هو الذي يقال له الله فيهما مبتدأ أى وهو يعلم سركم وجهركم ﴿وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾ من الخير والشر ويثيب عليه ويعاقب
وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٤)
ومن فى ﴿وما تأتيهم من آية﴾ للاستغراق وفى ﴿من آيات ربهم﴾ للتبعيض أى وما يظهرلهم دليل قط من الأدلة التي يجب فيها النظر