أن هو مبتدأ وإله خبره والجملة صلة الذى وواحد خبران وهذا الوجه أوقع ﴿وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مّمَّا تُشْرِكُونَ﴾ به
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٢٠)
﴿الذين آتيناهم الكتاب﴾ يعنى اليهود والنصارى والكتاب التوراة والإنجيل ﴿يعرفونه﴾ أى رسول الله ﷺ بحليته ونعته الثابت في الكتابين ﴿كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ﴾ بحلاهم ونعوتهم وهذا استشهاد لأهل مكة بمعرفة أهل الكتاب به وبصحة نبوته ثم قال ﴿الذين خسروا أنفسهم﴾ من المشركين ومن أهل الكتاب الجاحدين ﴿فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ به
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١)
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ﴾ استفهام يتضمن معنى النفي أي لا أحد أظلم لنفسه والظلم وضع الشئ في غير موضعه وأشنعه اتخاذ المخلوق معبوداً ﴿مِمَّنِ افترى﴾ اختلق ﴿عَلَى الله كَذِبًا﴾ فيصفه بما لا يليق به ﴿أو كذب بآياته﴾ بالقرآن والمعجزات ﴿إِنَّهُ﴾ إن الأمر والشأن ﴿لاَ يُفْلِحُ الظالمون﴾ جمعوا بين أمرين باطلين فكذبوا على الله مالا حجة عليه وكذبوا بما ثبت بالحجة حيث قالوا الملائكة بنات الله وسموا القرآن والمعجزات سحراً
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢)
﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ﴾ هو مفعول به والتقدير واذكر يوم نحشرهم ﴿جَمِيعاً﴾ حال من ضمير المفعول ﴿ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾ مع الله غيره توبيخاً وبالياء فيهما يعقوب ﴿أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ﴾ آلهتكم التي جعلتموها شركاء الله ﴿الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ أي تزعمونهم شركاء فحذف المفعولان
ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣)
﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ﴾ وبالياء حمزة وعلي ﴿فِتْنَتُهُمْ﴾ كفرهم ﴿إِلاَّ أَن قَالُواْ والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ يعني ثم لم تكن عاقبة كفرهم الذين لزموه أعمارهم وقاتلوا عليه إلا الجحود والتبرؤ منه والحلف على الانتفاء من التدين به أو ثم لم يكن جوابهم إلا أن قالوا فسمي فتنة لأنه كذب وبرفع الفتنة مكي


الصفحة التالية
Icon