دعاءك بقلوبهم ﴿والموتى﴾ مبتدأ إي الكفار ﴿يَبْعَثُهُمُ الله ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ فحينئذ يسمعون وأما قبل ذلك فلا
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٧)
﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ﴾ هلا أنزل عليه ﴿آية مّن رَّبّهِ﴾ كما نقترح من جعل الصفا ذهباً وتوسيع أرض مكة وتفجير الأنهار خلالها ﴿قل إن الله قادر على أن ينزل آية﴾ كما اقترحوا ﴿ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ إن الله قادر على أن ينزل تلك الآية أو لا يعلمون ما عليهم في الآية من البلاء لو أنزلت
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (٣٨)
﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ﴾ هي اسم لما يدب وتقع على المذكر والمؤنث ﴿فِي الأرض﴾ في موضع جر صفة لدابة ﴿وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ﴾ قيد الطيران بالجناحين لنفي المجاز لأن غير الطائر قد يقال فيه طار إذا أسرع ﴿إِلاَّ أُمَمٌ أمثالكم﴾ في الخلق والموت والبعث والاحتياج إلى مدبر يدبر أمرها ﴿مَّا فَرَّطْنَا﴾ ما تركنا ﴿فِي الكتاب﴾ في اللوح المحفوظ ﴿مِن شَيْءٍ﴾ من ذلك لم نكتبه ولم نثبت ما وجب أن يثبت أو الكتاب القرآن وقوله مِن شَيْءٍ أي من شيء يحتاجون إليه فهو مشتمل على ما تعبدنا به عبارة وإشارة
الأنعام (٣٨ _ ٤٢)
ودلالة واقتضاء ﴿ثُمَّ إلى رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ يعني الأمم كلها من الدواب والطيور فينصف بعضها من بعض كما رُوي أنه يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول كوني تراباً وإنما قال إِلاَّ أُمَمٌ مع إفراد الدابة والطائر لمعنى الاستغراق فيهما
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٩)
ولما ذكر من خلائقه وآثار قدرته ما يشهد لربوبيته وينادي على عظمته قال ﴿والذين كذبوا بآياتنا صم﴾ لا يسمعون كلام المنيه ﴿وَبُكْمٌ﴾ لا ينطقون بالحق خابطون ﴿فِي الظلمات﴾ أي ظلمة الجهل والحيرة والكفر غافلون عن تأمل ذلك والتفكر فيه صُمٌّ وَبُكْمٌ خبر الذين ودخول الواو لا يمنع من ذلك وفى الظلمات خبر آخر ثم قال إيذاناً بأنه