إذا تفكروا أن صحائفهم تقرأ على رؤس الأشهاد ﴿حتى إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الموت﴾ حتى لغاية حفظ الأعمال أي وذلك دأب الملائكة مع المكلف مدة الحياة إلى أن يأتيه الممات ﴿تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا﴾ أي استوفت روحه وهم ملك الموت وأعوانه توفيه واستوفيه بالإمالة حمزة رُسُلُنَا أبو عمرو ﴿وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ﴾ لا يتوانون ولا يؤخرون
ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (٦٢)
﴿ثُمَّ رُدُّواْ إلى الله﴾ إلى حكمه وجزائه أي رد المتوفون برد الملائكة ﴿مولاهم﴾ مالكهم الذي يلي عليهم أمورهم ﴿الحق﴾ العدل الذي لا يحكم إلا بالحق وهما صفتان لله ﴿أَلاَ لَهُ الحكم﴾ يومئذ لا حكم فيه لغيره ﴿وَهُوَ أَسْرَعُ الحاسبين﴾ لا يشغله حساب عن حساب يحاسب جميع الخلق في مقدار حلب شاة وقيل الرد إلى من رباك خير من البقاء مع من آذاك
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣)
﴿قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ﴾ يُنَجِّيكُمْ ابن عباس ﴿مِّن ظلمات البر والبحر﴾ مجاز عن مخاوفهما وأهوالهما أو ظلمات البر الصواعق والبحر
الأنعام (٦٣ _ ٦٨)
الأمواج وكلاهما في الغيم والليل ﴿تَدْعُونَهُ﴾ حال من ضمير المفعول في يُنَجِّيكُمْ ﴿تَضَرُّعًا﴾ معلنين الضراعة وهو مصدر في موضع الحال وكذا ﴿وَخُفْيَةً﴾ أي مسرين في أنفسكم خفية حيث كان أبو بكر وهما لغتان ﴿لَّئِنْ أنجانا﴾ عاصم وبالإمالة حمزة وعلي الباقون أَنْجَيْتَنَا والمعنى يقولون لئن خلصنا ﴿مِنْ هذه﴾ الظلمات ﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الشاكرين﴾ لله تعالى
قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤)
﴿قُلِ الله يُنَجّيكُمْ﴾ بالتشديد كوفي ﴿مِّنْهَا﴾ من الظلمات ﴿وَمِن كُلِّ كَرْبٍ﴾ وغم وحزن ﴿ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ ولا تشكرون
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥)
﴿قل هو القادر﴾ هو الذى عرفتموه قادر أو هو الكامل القدرة فاللام يحتمل العهد والجنس ﴿على أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ﴾ كما أمطر على قوم