شامي نسّي وأنسى واحد ﴿فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذكرى﴾ بعد أن تذكر ﴿مَعَ القوم الظالمين﴾
وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٦٩)
﴿وَمَا عَلَى الذين يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم﴾ من حساب هؤلاء الذين يخوضون في القرآن تكذيباً وستهزاء ﴿مِّن شَيْءٍ﴾ أي وما يلزم المتقين الذين يجالسونهم شيء مما يحاسبون عليه من ذنوبهم ﴿ولكن﴾ عليهم أن يذكروهم ﴿ذِكْرِى﴾ إذا سمعوهم يخوضون بالقيام عنهم وإظهار الكراهة لهم وموعظتهم ومحل ذِكْرِى نصب أي ولكن يذكرونهم ذكرى أى تذكيرا أو رفع والتقدير ولكن عليهم ذكرى فذكرى مبتدأ والخبر محذوف ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ لعلهم يجتنبون الخوض حياء أو كراهة لمساءتهم
وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠)
﴿وذر الذين اتخذوا دينهم﴾ الذى كلفواه ودعوا إليه وهو دين الإسلام ﴿لَعِباً وَلَهْواً﴾ سخروا به واستهزءوا ومعنى ذَرْهُمْ أعرض عنهم ولا تبال بتكذيبهم واستهزائهم واللهو ما يشغل الإنسان من هوى أو طرب ﴿وَغَرَّتْهُمُ الحياة الدنيا وَذَكّرْ بِهِ﴾ وعظ بالقرآن ﴿أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ﴾ مخافة أن تسلم إلى الهلكة والعذاب وترتهن بسوء كسبها وأصل الإبسال المنع ﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ الله وَلِيٌّ﴾ ينصرها بالقوة ﴿وَلاَ شَفِيعٌ﴾ يدفع عنها بالمسألة ولا وقف على كَسَبَتْ في الصحيح لأن قوله لَيْسَ لَهَا صفة لنفس والمعنى وذكر بالقرآن كراهة أن تبسل نفس عادمة ولياً وشفيعا يكسبها ﴿وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ نصب على المصدر وإن تفد كل فداء والعدل الفدية لأن الفادي يعدل المفدي بمثله وفاعل ﴿لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا﴾ لا ضمير العدل لأن العدل هنا مصدر فلا يسند إليه الأخذ وأما في قوله ولا يؤخذ منها عدل فبمعنى الفدى به فصح إسناده إليه ﴿أولئك﴾ إشارة إلى المتخذين من دينهم لعباً ولهواً وهو مبتدأ والخبر