فهم الكتاب ﴿والنبوة﴾ وهي أعلى مراتب البشر ﴿فَإِن يَكْفُرْ بِهَا﴾ بالكتاب والحكم والنبوة أو بآيات القرآن ﴿هؤلاء﴾ أي أهل مكة ﴿فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً﴾ هم الأنبياء المذكورون ومن تابعهم بدليل قوله أولئك الذين هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقتده أو أصحاب النبى عليه السلام أو كل من آمن به أو العجم ومعنى توكيلهم بها أنهم وفقوا للإيمان بها والقيام بحقوقها كما يوكل الرجل بالشئ ليقوم به ويتعهد ويحافظ عليه والباء في ﴿لَّيْسُواْ بِهَا﴾ صلة كافرين وفي ﴿بكافرين﴾ لتأكيد النفي
أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (٩٠)
﴿أولئك الذين هَدَى الله﴾ أي الأنبياء الذين مر ذكرهم
الأنعام (٩٠ _ ٩٢)
﴿فَبِهُدَاهُمُ اقتده﴾ فاختص هداهم بالاقتداء ولا تقتد إلا بهم وهذا معنى تقديم المفعول والمراد بهداهم طريقتهم في الإيمان بالله وتوحيده وأصول الدين دون الشرائع فهي مختلفة والهاء في اقتده للوقف تسقط في الوصل واستحسن إيثار الوقف لثبات الهاء فى المصحف وبحذفها حمزة وعلى في الوصل ويختلسها شامي ﴿قُل لا أسألكم عَلَيْهِ﴾ على الوحي أو على تبليغ الرسالة والدعاء إلى التوحيد ﴿أجرا﴾ جعلا وفيه دليلا على أن أخذ الأجر على تعليم القرآن ورواية الحديث لا يجوز ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ ذكرى للعالمين﴾ ما القرآن إلا عظة للجن والانس
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (٩١)
﴿وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ ما أنزل الله على بشر من شيء﴾ أى ما عرفوه حتى معرفته في الرحمة على عباده حين أنكروا بعثة الرسل والوحي إليهم وذلك من أعظم رحمته وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين رُوي أن جماعة من اليهود منهم مالك بن الصيف كانوا يجادلون النبي عليه السلام فقال النبى عليه السلام أليس في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين قال نعم قال


الصفحة التالية
Icon