إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} هو مسيلمة الكذاب ﴿وَمَن قَالَ﴾ في موضع جر عطف على مَنِ افترى أي وممن قال ﴿سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ الله﴾ أي سأقول وأملي هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح كاتب الوحي وقد أملى النبي عليه السلام عليه ولقد خلقنا الإنسان إلى حلق آخر فجرى على لسانه فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الخالقين فقال عليه السلام اكتبها فكذلك نزلت فشك وقال إن كان محمدا صادقاً فقد أوحي إلي كما أوحي إليه وإن كان كاذباً فقد قلت كما قال فارتد ولحق بمكة أو النضر بن الحرث كان يقول والطاحنات طحناً فالعاجنات عجناً فالخابزات خبزاً كأنه يعارض ﴿وَلَوْ تَرَى﴾ جوابه محذوف أي لرأيت أمراً عظيماً ﴿إِذِ الظالمون﴾ يريد الذين ذكرهم من اليهود والمتنبئة فتكون اللام للعهد ويجوز أن تكون للجنس فيدخل فيه هؤلاء لاشماله ﴿فِي غَمْرَاتِ الموت﴾ شدائده وسكراته ﴿والملائكة بَاسِطُوآ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ﴾ أي يبسطون إليهم أيديهم يقولون هاتوا أرواحكم أخرجوها إلينا من أجسادكم وهذه عبارة عن التشديد في الإزهاق من غير تنفيس وإمهال ﴿اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون﴾ أرادوا وقت الإماتة وما يعذبون به من شدة النزع والهون والهوان الشديد وإضافة العذاب إليه كقولك رحل سوء يريد العراقة في الهوان والتمكن فيه ﴿بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله غَيْرَ الحق﴾ من أن له شريكا وصاحبة وولدا وغير الحق مفعول تَقُولُونَ أو وصف لمصدر محذوف أى قولا غير الحق ﴿وكنتم عن آياته تستكبرون﴾ فلا يؤمنون بها
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٩٤)
﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا﴾ للحساب والجزاء ﴿فرادى﴾ منفردين بلا مال ولا معين هو جمع فريد كأسير وأسارى ﴿كَمَا خلقناكم﴾ في محل النصب