عن سواد الليل أو خالق نورالنهار ﴿وجعل الليل﴾ وجعل الليل كوفي لأن اسم الفاعل الذي قبله بمعنى المضي فلما كان فالق بمعنى فلق عطف عليه جَعَلَ لتوافقهما معنى ﴿سَكَناً﴾ مسكوناً فيه من قوله لتسكنوا فيه أي ليسكن فيه الخلق عن كد المعيشة إلى نوم الغفلة أو عن وحشة الخلق إلى الأنس بالحق ﴿والشمس والقمر﴾ انتصبا بإضمار فعل يدل عليه جاعل الليل أي وجعل الشمس والقمر ﴿حُسْبَاناً﴾ أي جعلهما على حسبان لأن حساب الأوقات يعلم بدورهما وسيرهما والحسبان بالضم مصدر حسب كما أن الحسبان بالكسر مصدر حسب ﴿ذلك﴾ إشارة إلى جعلهما حسباناً أي ذلك التسيير بالحساب المعلوم ﴿تَقْدِيرُ العزيز﴾ الذي قهرهما وسخرهما ﴿العليم﴾ بتدبيرهما وتدويرهما
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٩٧)
﴿وَهُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ النجوم﴾ خلقها ﴿لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظلمات البر والبحر﴾ أي في ظلمات الليل
الأنعام (٩٧ _ ١٠٠)
بالبر والبحر وأضافها إليهما لملابستها لهما أو شبه مشتبهات الطرق بالظلمات ﴿قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ قد بينا الآيات الدالة على التوحيد لقوم يعلمون
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (٩٨)
﴿وَهُوَ الذي أَنشَأَكُم مّن نَّفْسٍ واحدة﴾ هي آدم عليه السلام ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾ فَمُسْتَقَر بالكسر مكي وبصري فمن فتح القاف كان المستودع اسم مكان مثله ومن كسرها كان اسم فاعل والمستودع اسم مفعول يعني فلكم مستقر في الرحم ومستودع في الصلب أو مستقر فوق الأرض ومستودع تحتها أو فمنكم مستقر ومنكم مستودع {قَدْ فَصَّلْنَا الآيات


الصفحة التالية
Icon