﴿يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ﴾ يوسوس شياطين الجن إلى شياطين الإنس وكذلك بعض الجن إلى بعض وبعض الإنس إلى بعض وعن مالك بن دينار إن شيطان الإنس أشد عليّ من شيطان الجن لأني إذا تعوذت بالله ذهب شيطان الجن عني وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عياناً وقال عليه السلام قرناء السوء شر من شياطين الجن ﴿زُخْرُفَ القول﴾ ما زينوه من القول والوسوسة والاغراء على المعاصى ﴿غرورا﴾ خداعا وأخذاً على غرة وهو مفعول له ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ أي الإيحاء يعني ولو شاء الله لمنع الشياطين من الوسوسة ولكنه امتحن بما يعلم أنه أجزل في الثواب ﴿فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ عليك وعلى الله فإن الله يخزيهم وينصرك ويجزيهم
وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣)
﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة﴾ ولتميل إلى زخرف القول قلوب الكفار وهي معطوفة على غرورا أى ليغروه ولتصفى إليه ﴿وليرضوه﴾ لأنفسهم ﴿وليقترفوا ما هم مُّقْتَرِفُونَ﴾ من الآثام
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١١٤)
﴿أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً﴾ أي قل يا محمد أفغير الله أطلب حاكماً يحكم بيني وبينكم ويفصل المحق منا من المبطل ﴿وَهُوَ الذي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الكتاب﴾ المعجز ﴿مُفَصَّلاً﴾ حال من الكتاب أي مبيناً فيه الفصل بين الحق والباطل والشهادة لي بالصدق وعليكم بالافتراء ثم عضد الدلالة على أن القرآن حق بعلم أهل الكتاب أنه حق لتصديقه
الأنعام (١١٤ _ ١١٩)
ماعندهم وموافقته له بقوله ﴿والذين آتيناهم الكتاب﴾ أي عبد الله بن سلام وأصحابه ﴿يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ﴾ شامي وحفص ﴿مِّن رَّبِّكَ بالحق فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين﴾ الشاكين فيه أيها السماع