الله عليه لما في الآية من التشديد العظيم ومن أوّل الآية بالميتة وبما ذكر غير اسم الله عليه لقوله أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ وقال إن الواو في وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ للحال لأن عطف الجملة الاسمية على الفعلية لا يحسن فيكون القتدير ولا تأكلوا منه حال كونه فسقاً والفسق مجمل فبين بقوله أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فصار التقدير ولا تأكلوا منه حال كونه مهلاً لغير الله به فيكون ما سواه حلالاً بالعمومات المحلة منها قوله قل لا أجد الآية فقد عدل عن ظاهر اللفظ
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٢٢)
﴿أو من كان ميتا فأحييناه﴾ أى كافرا فهديناه لأن الإيمان حيات القلوب مَيْتًا مدني ﴿وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي به في الناس﴾ مستضيا به والمراد به اليقين ﴿كَمَن مَّثَلُهُ﴾ أي صفته ﴿فِي الظلمات﴾ أي خابط فيها ﴿لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا﴾ لا يفارقها ولا يتخلص منها وهو حال قيل المراد بهما حمزة وأبو جهل والأصح أن الآية عامة لكل من هداه الله ولكل من أضله الله فبين أن مثل المهتدي مثل الميت الذي أحيي وجعل مستضيّئاً يمشي في الناس بنور الحكمة والإيمان ومثل الكافر مثل من هو في الظمات التى لا يتخلص منها ﴿كذلك﴾ كما زين للمؤمن إيمانه ﴿زُيّنَ للكافرين﴾ بتزيين الله تعالى كقوله زينا لهم أعمالهم ﴿مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ أي أعمالهم
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (١٢٣)
﴿وكذلك﴾ أي وكما جعلنا في مكة صناديدها ليمكروا فيها
الأنعام (١٢٣ _ ١٢٦)
﴿جَعَلْنَا﴾ صيرنا ﴿فِي كُلّ قَرْيَةٍ أكابر مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا﴾ ليتجبروا على الناس فيها ويعملوا بالمعاصي واللام على ظاهرها عند أهل السنة وليست بلام العاقبة وخص الأكابر وهم الرؤساء لأن ما فيهم من الرياسة والسعة أدعى لهم إلى المكر والكفر من غيرهم دليله وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي الأرض ثم سلى رسوله عليه السلام ووعد له النصرة بقوله {وَمَا