جانب ستة خطوط ممالة ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه فاجتنوها وتلا هذه الآية ثم يصير كل واحد من الاثني عشر طريقاً ستة طرق فتكون اثنين وسبعين وعن ابن عباس رضى الله عنهما هذه الآيات محكمات لم ينسخهن شيء من جميع الكتب وعن كعب إن هذه الآيات لأول شيء فى التوارة ﴿ذلكم وصاكم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ لتكونوا على رجاء إصابة التقوى ذكر أولاً تَعْقِلُونَ ثم تَذَكَّرُونَ ثم تَتَّقُونَ لأنهم إذا عقلوا تفكروا ثم تذكروا أى اتعظوا فاتقوا المحارم
ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (١٥٤)
﴿ثم آتينا مُوسَى الكتاب تَمَامًا﴾ أي ثم أخبركم إنا آتينا أو هو عطف على قُلْ أي ثم قل آتينا أو ثم مع الجملة تأتي بمعنى الواو كقوله ثم الله شهيد ﴿عَلَى الذي أَحْسَنَ﴾ على من كان محسناً صالحاً يريد جنس المحسنين دليله قراءة عبد الله عَلَى الذين أَحْسَنُواْ أو أراد به ﴿وَتَفْصِيلاً لّكُلِّ شَيْءٍ﴾ وبياناً مفصلاً لكل ما يحتاجون إليه في دينهم ﴿وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم﴾ أي بني إسرائيل ﴿بِلِقَاء رَبّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾ يصدقون أي بالبعث والحساب وبالرؤية
وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥)
﴿وهذا﴾ أى القرآن
الأنعام ١٤٩ ١٥٢ ﴿كتاب أنزلناه مُبَارَكٌ﴾ كثير الخير ﴿فاتبعوه واتقوا﴾ مخالفته ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ لترحموا