قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (١٣)
﴿قَالَ فاهبط مِنْهَا﴾ من الجنة أو من السماء لأنه كان فيها وهي مكان المطيعين والمتواضعين والفاء في فاهبط جواب لقوله أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ أي إن كنت تتكبر فاهبط ﴿فَمَا يَكُونُ لَكَ﴾ فما يصح لك ﴿أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا﴾ وتعصي ﴿فاخرج إِنَّكَ مِنَ الصاغرين﴾ من أهل الصغار والهوان على الله وعلى أوليائه يذمك كل إنسان ويلعنك كل لسان لتكبرك وبه علم أنه الصغار لازم للاستكبار
قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤)
﴿قَالَ أَنظِرْنِى إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ أمهلني إلى يوم البعث وهو وقت النفخة الأخيرة
قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (١٥)
﴿قَالَ إِنَّكَ مِنَ المنظرين﴾ إلى النفخة الأولى وإنما أجيب إلى ذلك لما فيه من الابتلاء وفيه تقريب لقلوب الأحباب أي هذا برى بمن يسيئني فكيف بمن يحبني وإنما جسره على السؤال مع وجود الزلل منه في الحال علمه بحلم ذي الجلال
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦)
﴿قال فبما أغويتني﴾ أضللتني أي فبسسبب اغوائك اياى والباء تتعلق بعفل القسم المحذوف تقديره فبسبب اغوائك اقسم أي فأقسم بإغوائك ﴿لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صراطك المستقيم﴾ لأعترضن لهم على طريق الإسلام متردصا للرد متعرضاً للصد كما يتعرض العدو على الطريق ليقطعه على السابلة وانتصابه على الظرف كقولك ضرب زيد الظهر أي على الظهر وعن طاوس أنه كان في المسجد الحرام فجاء رجل قدري فقال له طاوس تقوم أوتقام فقام الرجل فقيل له أتقول هذا لرجل فقيه فقال إبليس أفقه منه قَالَ رَبّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي وهو يقول أنا أغوي نفسي
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (١٧)
﴿ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾ أشككهم في الآخرة ﴿وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾ أرغبهم في الدنيا ﴿وَعَنْ أيمانهم﴾ من قبل الحسنات ﴿وَعَن شَمَائِلِهِمْ﴾ من قبل
الأعراف (١٧ _ ٢٠)
السيئات وهو