الشيطان فيفتنكم ﴿ليريهما سوآتهما﴾ عوراتهما ﴿إِنَّهُ﴾ الضمير للشأن والحديث ﴿يَرَاكُمْ هُوَ﴾ تعليل للنهي وتحذير من فتنته بأنه بمنزلة العدو المداجي يكيدكم من حيث لا تشعرون ﴿وَقَبِيلُهُ﴾ وذريته أو وجنوده من الشياطين وهو عطف على الضمير فى يراكم المؤكد بهو ولم يعطف عليه لأن معمول الفعل هو المستكن دون هذا البارز وإنما يعطف على ما هو معمول الفعل ﴿مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾ قال ذو النون إن كان هو يراك من حيث لا تراه فاستعن بمن يراه من حيث لا يراه وهو الله الكريم الستار الرحيم الغفار ﴿إِنَّا جَعَلْنَا الشياطين أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ فيه دلالة خلق الافعال
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٢٨)
﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فاحشة﴾ ما يبالغ في قبحه
الأعراف (٢٨ _ ٣١)
من الذنوب وهو طوافهم بالبيت عراة وشركهم ﴿قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أَمَرَنَا بِهَا﴾ أي إذا فعلوها اعتذروا بأن آبائهم كانوا يفعلونها فاقتدوا بهم وبأن الله أمرهم بأن يفعلوها حيث أقرنا عليها إذ لو كرهها لنقلنا عنها وهما باطلان لأن أحدهما تقليد للجهال والثاني افتراء على ذي الجلال ﴿قُلْ إِنَّ الله لاَ يَأْمُرُ بالفحشاء﴾ إذ المأمور به لا بد أن يكون حسناً وإن كان فيه على مراتب على ما عرف في أصول الفقه ﴿أَتَقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ استفهام إنكار وتوبيخ
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩)
﴿قُلْ أَمَرَ رَبّي بالقسط﴾ بالعدل وبما هو حسن عند كل عاقل فكيف يأمر بالفحشاء ﴿وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ﴾ وقل أقيموا وجوهكم أى اقصدوا عبادته مستقيمين الهيا غير عادلين إلى غيرها في كل وقت سجود أو في كل مكان سجود ﴿وادعوه﴾ واعبدوه {مُخْلِصِينَ لَهُ