إلى قومه} أرسل وهو ابن خسمين سنة وكان نجارا وهو نوح بن لك بن توشلخ بن أخنوخ وهواسم إدريس عليه السلام ﴿فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره﴾ غيره علي فالرفع على المحل كأنه قيل مالكم إله غيره فلا تعيدوا معه غيره والجر على اللفظ ﴿إنى أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ﴾ يوم القيامة أو يوم نزول العذاب عليهم وهو الطوفان
قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٦٠)
﴿قال الملأ﴾ أي الأشراف والسادة ﴿من قومه إنا لنراك في ضلال مبين﴾ أى ذهاب عن طريق الصواب بين والرؤية رؤية القلب
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦١)
﴿قال يا قوم ليس بي ضلالةٌ﴾ ولم يقل ضلال كما قالوا لأن الضلالة أخص من الضلال فكانت أبلغ في نفي الضلال عن نفسه كأنه قال ليس بي شيء من الضلال ثم استدرك لتأكيد نفى الضلة فقال ﴿ولكنّي رسولٌ مّن رّبّ العالمين﴾ لأن كونه رسولاً من الله مبلغاً لرسالاته في معنى كونه على الصراط المستقيم فكان في الغاية القصوى من الهدى
أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦٢)
﴿أبلّغكم رسالات ربّي﴾ ما أوحي إلي في الأوقات المتطاولة أو فى المعانى
الأعراف ٦١ ٦٥ المختفلة من الأوامر والنواهي والمواعظ والبشائر والنظائر أبلغكم أبو عمرو وهو كلام مستأنف بيان لكونه رسول رب العالمين ﴿وأنصح لكم﴾ وأقصد صلاحكم بالخصلاص يقال نصحته ونصحت له وفي زيادة اللام مبالغة ودلالة على إمحاض النصيحة وحقيقة النصح إرادة الخير لغيرك مما تريده لنفسك أو النهاية في صدق العناية ﴿وأعلم من الله ما لا تعلمون﴾ أى صفاته يعني قدرته الباهرة وشدة بطشه على أعدائه وأن بأسه لا يرد عن القوم المجرمين


الصفحة التالية
Icon