بخست زيداً حقه أي نقصته إياه ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى الأرض بَعْدَ إصلاحها﴾ بعد الإصلاح فيها أي لا تفسدوا فيها بعد ما أصلح فيها الصالحون من الأنبياء والاولياء وإضفاته كاضافته بلم كبر الليل والنهار أى بل مكركم فى الليل والنهار ﴿ذلك﴾ إشارة إلى ما ذكر من الوفاء بالكيل والميزان وترك البخس والإفساد في الأرض ﴿خَيْرٌ لكم﴾ فى الإنساينة وحسن الأحدوثة ﴿إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ مصدقين لي فى قولى
وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (٨٦)
﴿وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلّ صراط﴾ بكل طريق ﴿تُوعَدُونَ﴾ من آمن بشعيب بالعذاب ﴿وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾ عن العبادة ﴿من آمن به﴾ بالله وقيل كانوا يقطعون الطريق وقيل كانوا عشارين ﴿وَتَبْغُونَهَا﴾ وتطلبون لسبيل الله ﴿عِوَجَا﴾ أي تصفونها للناس بأنها سبيل معوجة غير مستقيمة لتمنعوهم عن سلوكها ومحل تُوعَدُونَ وما عطف عليه النصب على الحال أي لا تقعدوا موعدين
الأعراف ٨١ ٨٤ وصادين عن سبيل الله وباغين عوجاً ﴿واذكروا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً﴾ إذ مفعول به غير ظرف أى واذكروا على جهتة الشكر وقت كونكم قليلاً عددكم ﴿فَكَثَّرَكُمْ﴾ الله ووفر عددكم وقيل إن مدين ابن إبراهيم تزوج بنت لوط فولدت فرمى الله في نسلها بالبركة والنماء فكثروا ﴿وانظروا كَيْفَ كان عاقبة المفسدين﴾ آخر أم عن أفسد قبلكم من الأمم كقوم نوح وهود وصالح ولوط عليهم السلام
وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٧)
﴿وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذى أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فاصبروا﴾ فانتظروا ﴿حتى يَحْكُمَ الله بَيْنَنَا﴾ أي بين الفريقين بأن ينصر المحقين