أى فكذوبه ﴿إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بالبأساء﴾ بالبؤس والفقر ﴿والضراء﴾ الضر والمرض لاستكبراهم عن ابتاع نبيهم أو هما نقصان النفس والمال ﴿لَعَلَّهُمْ يضرعون﴾
الأعراف ٨٩ ٩٣ ليتضرعوا ويتذللوا ويحطوا أردية الكبر
ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٩٥)
﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السيئة الحسنة﴾ أي أعطيناهم بدل ما كانوا فيه من البلاء والمحنة الرخاء والسعة والصحة ﴿حتى عَفَواْ﴾ كثروا ونموا في أنفسهم وأموالهم من قولهم عفا النبات إذا كثر ومنه قوله عليه السلام واعفوا اللحى ﴿وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء﴾ أي قالوا هذه عادة الدهر يعاقبل في الناس بين الضراء والسراء وقد مس آباءنا نحو ذلك وما هو بعقوبة الذنب فكونوا على ما أنتم عليه ﴿فأخذناهم بَغْتَةً﴾ فجأة ﴿وهم لا يشعرون﴾ ينزول العذاب
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦)
واللام في ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرى﴾ إشارة إلى أهل القرى التي دل عليها وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مّن نَّبِىٍّ كأنه قال ولو أن أهل القرى الذين كذبوا وأهلكوا ﴿آمنوا﴾ بدل كفرهم ﴿واتقوا﴾ الشرك مكان ارتكابه ﴿لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم﴾ لَفَتَحْنَا شامي ﴿بركات مّنَ السماء والأرض﴾ أراد المطر والنابت أو لآتيناهم بالخير من كل وجه ﴿ولكن كَذَّبُواْ﴾ الأنبياء ﴿فأخذناهم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ بكفرهم وسوء كسبهم ويجوز أن تكون اللام للجنس
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧)
﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ القرى﴾ يريد الكفار منهم ﴿أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا﴾ عذابنا ﴿بَيَاتًا﴾ ليلاً أي وقت بيات يقال بات بياتاً وَهُمْ نَائِمُونَ