ليقربونا إلى الله زلفى ولذلك قَالَ انا ربكم الأعاى ﴿قال﴾ فرعون مجيبا ببملأ ﴿سَنُقَتّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِى نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهرون﴾ سَنُقَتّلُ حجازي أي سنعيد عليهم قتل الأبناء ليعلموا أنا على ما كنا عليه من الغلبة والقهر وأنهم مقهورون تحت أيدينا كما كانوا ولئلا يتوهم العامة أنه هو المولود الذي تحدث المنجمون بذهاب ملكنا على يده فيثبطهم ذلك عن طاعتنا ويدعوهم إلى اتباعه
قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨)
﴿قَالَ موسى لِقَوْمِهِ استعينوا بالله واصبروا﴾ قال لهم ذلك حين
جزعوا من قول فرعون سنقتل أبناءهم تسلية لهم ووعداً بالنصر عليهم ﴿إن الأرض﴾ راللام للعهد أي أرض مصر أو للجنس فيتناول ارص مصر تناولاً أولياً ﴿للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء من عباده﴾ فيه تمنيته إياهم أرض مصر ﴿والعاقبة لِلْمُتَّقِينَ﴾ بشارة بأن الخاتمة المحمدودة للمتقين منهم ومن القبط وأخليت هذه الجملة عن الواو لأنها جملة مستأنفة بخلاف قوله وقال الملأ لانها معطوفة على سا سبقها من قوله قَالَ الملأ مِن قَوْمِ فرعون
قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٢٩)
﴿قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ يعنون قتل أبنائهم قبل مولد موسى إلى أن استنبئ واعاجدته علهم بعد ذلك اشتكاء من فرعون واستبطاء لوعد النصر ﴿قَالَ عسى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِى الأرض﴾ تصريح بما رمز الله من البشارة قبل وكشف عنه وهو إهلاك فرعون واستخلافهم بعده في أرض مصر ﴿فَيَنظُرَ كيف تعملون﴾ فيى الكائن منكم من العمل حسنه وقبيحه وشكر النعمة وكفراتها لجيازيكم على حسب ما يوجد منكم وعن عمرو بن عبيد أنه دخل على المنصور قبل الخلافة وعلى مائدته رغيف أو رغيفان وطلب المنصور زيادة لعمور فلم توجد فقرأ عمرو هذه الآية ثم دخل عليه بعد ما استخاف
الأعراف ١٢٢ ١٢٥ فذكر له ذلك