قد بقي فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٣٠)
﴿ولقد أخذنا آل فِرْعَوْنَ بالسنين﴾ سني القحط وهن سبع سنين والنسة من الأسماء الغالة ب كالدابة والنجم ﴿وَنَقْصٍ مّن الثمرات﴾ قيل السنون لا هل البوادى ونقص الثمات للامصار ﴿لعلهم يذكرون﴾ ليتعظموا فينبهوا على أن ذلك لا صرارهم على الكفر ولأن الناس فى حال اشدة اضعر خذودا وأرقى أفئدة وقيل عاش فرعون أربعمائة سنة لم ير مكروهاً في ثلثمائة وعشرين سنة ولو أصابه في تلك المدة وجع أو جوع أو حمتى لما ادعى الربوبية
فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٣١)
﴿فَإِذَا جَاءتْهُمُ الحسنة﴾ الصحة والخصب ﴿قَالُواْ لَنَا هذه﴾ أي هذه التي نستحقها ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ سيئة﴾ جدب ومرض ﴿يطيروا﴾ أصله يتطيروا فأدعمت التاء في الطاء لأنها من طرف اللسان وأصول الثنايا ﴿بموسى وَمَن مَّعَهُ﴾ تشاءموا بهم وقالوا هذه بشؤمهم ولولا مكانهم لما أصابتنا وغنما دخل إذا فى الحسة وعرفت الحسنة وإن في السيئة ونكرت السيئة لأن جنس الحسنة وقوع كالكائن لكثرته وأما السيئة فلا تقع إلا فى الندرة ولا يقع الاشئ منها ﴿أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ﴾ سبب خيرهم وشرهم ﴿عَندَ الله﴾ في حكمه ومشيئته والله هو الذى يقدر ما يصيبهم ن الحسنة والسيئة قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ الله ﴿ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ ذلك
وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (١٣٢)
﴿وقالوا مهما تأتنا به من آية لّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ أصل مهما ماما فما الأولى للجزاء ضمت إليها ما المزيدة المؤكدة للجزاء فى قولك متى ما تخرج اخرج أينما تكونوا فاما تذهبن بك إلا أن الألف قلبت هاء استثقالاً لتكرير المتجانسين وهو المذهب السديد البصرة وهو فى موضع النصب بتأتنا