ثم ابتدأ فقال ﴿اتّخذوه﴾ إلهاً فأقدموا على هذا الأمر المنكر
وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (١٤٩)
﴿وكانوا ظالمين ولمّا سقط في أيديهم﴾ ولما اشتد ندمهم على عبادة العجل وأصله أن من شأن من اشتد ندمه أن يعض يده غما فتصير يده سقوطا فيها لأن فاه وقع فيها وسقط مسند إلى فى أيديهم وهو من بابا الكناية وقال الزجاج معناه سقط الندم في أيديهم أي في قلوبهم وأنفسهم كما يقال حصل في يده مكروه وإن استحال أن يكون فى اليد تشبيهم لمايحصل في القلب وفي النفس بما يحصل في اليد ويرى بالعين ﴿ورأوا أنّهم قد ضلّوا﴾ وتبينوا ضلالهم تبيناً كأنهم أبصروه بعيونهم ﴿قالوا لئن لّم يرحمنا ربّنا ويغفر لنا﴾ لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا حمزة وعلي وانتصاب ربّنا على النداء ﴿لنكوننّ من الخاسرين﴾ المغبونين في الدنيا والآخرة
وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١٥٠)
﴿ولمّا رجع موسى﴾ من الطور ﴿إلى قومه﴾ بنى إسرائيل ﴿غضبان﴾ حال من مسوى ﴿أسفاً﴾ حال أيضاً أي حزيناً ﴿قال بئسما خلفتموني﴾ قمتم مقامي وكنتم خلفائي ﴿من بعدي﴾ والخكطاب لبعدة العجل من السامرى وأشياعه أو لهرون ونم معه من المؤمنين ويدلعليه قوله اخلفني في قومي والمعنى بئسما خلفتموني حيث عبدتم العجل مكان عبادة الله أو حيث لم تكفوا عن عبادة غير الله وفاعل بئس مضمر يفسره ما خلقتمونى والمخصوص بالذم محذوف تقديره بئس خلافة خلفتمونيها من بعدى خلافكم ومعنى من بعدي بعد قوله خلفتموني من بعد ما رأيتم مني من توحيد الله ونفي الشركاء عنه أو من بعد ما كنت أحمل بني إسرائيل على التوحيد وأكفهم عن عبادة البقرة حين قالوا اجعل لنا إلها كما لهم ى لهة ومن حق الخفاء أن يسيروا بسيرة المخلف ﴿أعجلتم﴾ أسبقتم بعابدة العجل ﴿أمر ربكم﴾ وهو