أمروا به من قتل أنفهسم توبة ﴿وذلة في الحياة الدنيا﴾ خروجها من ديارهم فالغربة تذل الأعناق أو ضرب الجزية عليهم ﴿وكذلك نجزي المفترين﴾ الكاذبين على الله ولا فرية أعظم من قول السامري هذا إلهكم وإله موسى
وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٥٣)
﴿والّذين عملوا السّيّئات﴾ من الكفر والمعاصي ﴿ثم تابوا﴾ رجعوا إلى الله ﴿من بعدها وآمنوا﴾ وأخلصوا الإيمان ﴿إنّ ربّك من بعدها﴾ أي السيآت أو التوبة ﴿غفور﴾ لستور علهم محاء لما كان منهم ﴿رّحيمٌ﴾ منعم عليهم بالجنة وإن مع اسمها وخبرها خبر والذين وهذا حكم عام يدخل تحته متخذوالعجل وغيرهم عظم جناتهم أو لا ثم أردفها بعظم رحمته ليعلم أن الذنوب وإن عظمت فعفوه أعظم
وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (١٥٤)
ولما كان الغضب لشدته كأنه هو الآمن لموسى بما فعل قيل ﴿ولمّا سكت عن موسى الغضب﴾ وقال الزجاج معناه سكن وقرئ به ﴿أخذ الألواح﴾ التي ألقاها ﴿وفي نسختها﴾ وفيما نسخ منها أي كتب فعلة بمعنى مفعول كالخطبة ﴿هدًى وّرحمةٌ لّلّذين هم لربّهم يرهبون﴾ دخلت اللام لتقدم المفعول وضعف عمل الفعل فيه باعتباره
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (١٥٥)
﴿واختار موسى قومه﴾ أي من قومه فحذف الجار وأوصل الفعل ﴿سبعين رجلاً﴾ قيل اختار من اثنى عشر سبطا
الأعراف ١٤٧ ١٤٩ من كل سبط ستة فلغوا اثنين وسبعين رجلاً فقال ليتخلف منكم رجلان فقعجد كالب ويوشع ﴿لميقاتنا﴾ لاعتذارهم معن عبادة العجل ﴿فلمّآ أخذتهم الرّجفة﴾ الزلزلة


الصفحة التالية
Icon