الشديدة ﴿قال ربّ لو شئت أهلكتهم مّن قبل﴾ بما كان منهم من عبادة العجل ﴿وإيّاى﴾ لقتلي القبطي ﴿أتهلكنا بما فعل السّفهآء منّا﴾ أتهلكنا عقوبة بما فعل الجهال منا وهم أصحاب العجل ﴿إن هي إلاّ فتنتك﴾ ابتلاؤك وهو راجع إلى قوله إنا قد فتنا قومك من بعدك فقال موسى هي تلك الفتنة التي أخبرتني بها أو هي ابتلاء الله تعالى عباده بما شاء ونبلوكم بالشر والخير فتنة ﴿تضلّ بها﴾ بالفتنة ﴿من تشآء﴾ من علمت منهم اختيار الضلالة ﴿وتهدي﴾ بها ﴿من تشآء﴾ من علمت منهم اختيار الهدى ﴿أنت وليّنا﴾ مولانا القائم بأمورنا ﴿فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين﴾
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٦)
﴿واكتب لنا﴾ وأثبت لنا واقسم ﴿في هذه الدنيا حسنة﴾ عافية وحياة طيبة وتوفيقا في الطاعة ﴿وفي الآخرة﴾ الجنة ﴿إنّا هدنآ إليك﴾ تبنا إليك وهاد إليه يهود إذا رجع وتاب والهد جمع هائد وهو التائب ﴿قال عذابي﴾ من صفته اتى ﴿أصيب به من أشآء﴾ أي لا أعفو عنه ﴿ورحمتي وسعت كلّ شيءٍ﴾ أي من صفة رحمتى أنها واسعة تبلغ كل شئء ما من مسلم ولا كافر إلا وعليه أثر رحمتي في الدنيا ﴿فسأكتبها﴾ أي هذه الرحمة ﴿للّذين يتّقون﴾ الشرك من أمة محمد ﷺ ﴿ويؤتون الزكاة﴾ المفروضة ﴿والذين هم بآياتنا﴾ يجميع كتبنا ﴿يؤمنون﴾ لا يكفرون بشئ منها
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧)
﴿الذين يتبعون الرسول﴾ الذى نوحى الهي كتاباً مختصاً به وهو القرآن ﴿النّبيّ﴾ صاحب المعجزات ﴿الأمّيّ الّذي يجدونه﴾ أي يجد نعته أولئك الذين يتبعونه من بني إسرائيل {مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم