في مكانهم ومنه قام الماء إذا جمد ﴿وَلَوْ شَاءَ الله لَذَهَبَ بسمعهم﴾ يقصف الرعد ﴿وأبصارهم﴾ بوميض البرق ومفعول شاء محذوف لدلالة الجواب عليه أي ولو شاء الله أن يذهب بسمعهم وأبصارهم لذهب بهما ولقد تكاثر هذا الحذف في شاء وأراد لا يكادون يبرزون المفعول إلا فى الشئ المستغرب كنحو قوله... فلو شئت أن أبكي دماً لبكيته... عليه ولكن ساحة الصبر أوسع...
وقوله تعالى لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً وَلَوْ أَرَاد الله أن يتخذْ وَلَدًا ﴿إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ أي إن الله قادر على كل شيء
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)
لما عدد الله فرق المكلفين من المؤمنين والكفار والمنافقين وذكر صفاتهم وأحوالهم وما اختصت به كل فرقة مما يسعدها ويشقيها ويحظيها عند الله ويرديها أقبل عليهم بالخطاب وهو من الالتفات المذكور فقال ﴿يا أَيُّهَا الناس﴾ قال علقمة ما في القرآن يا أيها الناس فهو خطاب لأهل مكة وما فيه يا أيها الذين آمنوا فهو خطاب لأهل المدينة وهذا خطاب لمشركى مكة ويا حرف وضع لنداء البعيد وأي والهمزة للقريب ثم استعمل فى مناداة من غفل وسها وإن قرب ودنا تنزيلاً له منزلة من بعد ونأى فإذا نودي به القريب المقاطن فذاك للتوكيد المؤذن بأن الخطاب الذي يتلوه معتنى به جداً وقول الداعي يا رب ووهأفرب إليه من حبل الوريد استقصار منه لنفسه واستبعاد لها عن مظان الزلفى هظما لنفسه
البقرة (٢١ _ ٢٢)
وإقراراً عليها بالتفريط مع فرط التهالك على استجابة دعوته وأى وصلة إلى نداء ما فيه الألف واللام كما أن ذو والذى وصلتان إلى الوصف بأسماء الأجناس ووصف المعارف بالجمل وهو اسم مبهم يفتقر إلى ما يزيل إبهمامه فلا بد أن