أو معناه أن الكفار إذا انتهوع عن الكفر وأسلموا غفرلهم ماقد سلف من الكفر والمعاصي وبه احتج أبو حنيفة رحمه الله في أن المرتد إذا أسلم لم يلزمه قضاء العبادات المتروكة
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩)
﴿وقاتلوهم حتى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ إلى أن لا يوجد فيهم شرط قط ﴿وَيَكُونَ الدّينُ كُلُّهُ لِلهِ﴾ ويضمحل عنهم كل دين باطل ويبقى فيهم دين الإسلام ﴿فَإِنِ انْتَهَوْاْ﴾ عن الكفر وأسلموا ﴿فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ يثيبهم على إسلامهم
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٤٠)
﴿وَإِن تَوَلَّوْاْ﴾ أعرضوا عن الإيمان ولم ينتهوا ﴿فاعلموا أَنَّ الله مَوْلاَكُمْ﴾ ناصركم ومعينكم فثقوا بولايته ونصرته ﴿نِعْمَ المولى﴾ لا يضيع من تولاه ﴿وَنِعْمَ النصير﴾ لا يغلب من نصره والمخصوص بالمحد محذوف
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)
﴿واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُم﴾ ما بمعنى الذي ولا يجوز أن يكتب إلا مفصولاً إذ لو كتب موصولاً لوجب أن تكون ما كافة وغنمتم صلته والعائد محذوف والتقدير الذي غنمتموه ﴿مِّن شَىْء﴾ بيانه قيل حتى الخيط والمخيط ﴿فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ﴾ والفاء إنما دخلت لما في الذى من معنى المجازاة وان وما عملت فيه في موضع رفع على أنه خبر مبتدأ تقديره فالحكم أن لله خمسة ﴿وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل﴾ فالخمس كان فى عهد رسول الله ﷺ يقسم على خسمة أسهم سهم لرسول الله وسهم لذوى قرابته من بني هاشم وبني المطلب دون بنى عبد شمس وبنى نوفل استخقوه حينئذ بالنصرة لقصة عثمان وجبير بن مكعم وثلاثة أسهم لليتمامى والمساكين وابن السبيل وأما بعد رسول الله ﷺ فسهمه ساقط بموته وكذلك سهم ذوي القربى وإنما يعطون لفقراءهم ولا يعطى أغناؤهم فيقسم على اليتامى والمساكين وبان السبيل وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه كان


الصفحة التالية
Icon