وترك وصفها لأن المؤمنين ما كانوا يلقون إلا الكفار واللقاء اسم غالب للقتال ﴿فاثبتوا﴾ لقتالهم ولا تفروا ﴿واذكروا الله كَثِيراً﴾ في مواطن الحرب مستظهرين بذكره مستنصرين به داعين له على عدوكم اللهم اخذلهم اللهم اقطع دابرهمم ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ تظفرون بمرادكم من النصرة والمثوبة وفيه اشعار بان على العبد ألا يفتر عن ذكر ربه أشغل ما يكون قلباً وأكثر ما يكون هماً وأن تكون نفسه مجتمعة لذلك وإن كانت متوزعة عن غيره
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (٤٦)
﴿وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ﴾ في الأمر بالجهاد والثبات مع العدو وغيرهما ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا﴾ فنجبنوا وهو منصوب بإضمار أن ويدل عليه ﴿وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ أي دولتكم يقال هبت رياح فلان إذا دالت له الدولة ونفذ أمره شبهت فى نفوذ أمرها وتمشيته بالربح وهبوبها وقيل لم يكن نصر قط إلا بربح يبعثها الله ﴿مع الصابرين﴾ أى معينهمو حافظهم
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٤٧)
﴿وَلاَ تَكُونُواْ كالذين خَرَجُواْ مِن ديارهم بَطَراً وَرِئَاءَ الناس﴾ هم أهل مكة حين نفروا لحمية العير فأتاهم رسول أبي سفيان أن ارجعوا فقد سلمت عيركمم فأبى أبو جهل وقال حتى نقدم بدراً وشنرب بها لاخمور وننحر الجزور ونعزف علنا القيان ونكطعم بها العرب فذلك بطرهم ورياؤهم الناس بإطعامهم فوافوها فسقوا كئوس المنايا مكان الخمر وناحت علهيم النوائح مكان القيان فناهم أن يكونوا مثلهم بطرين طربين مرائين بأعمالهم وأن يكونوا من أهل التقوى والكآبة والحزن من خشية الله


الصفحة التالية
Icon