مخلصين أعمالهم لله والبطر أن تشغله كثرة النعمة عن شكرها ﴿وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾ دين الله ﴿والله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ عالم وهو وعيد
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤٨)
﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أعمالهم وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ اليوم مِنَ الناس﴾ واذكر إذ زين لهم الشياطن اعمالهم التى عمللوها فى معاداة رسول الله ﷺ ووسوس اليهم أنهم تلا يغلبون وغالب مبنى نحو لا رجل روكم فى موشع رفع خبر لا تقديره لا غالب كائن لكم ﴿وَإِنّي جَارٌ لَّكُمْ﴾ أي مجير لكم أوهمهم أن الشيطان مما يجيرهم ﴿فَلَمَّا تَرَاءتِ الفئتان﴾ فلما تلاقى الفريقان ﴿نَكَصَ﴾ الشيطان هارباً ﴿على عَقِبَيْهِ﴾ أي رجع القهقرى ﴿وَقَالَ إِنّي بَرِيءٌ مِّنْكُمْ﴾ أي رجعت عما ضمنت لكم من الأمان روى أن ابليس تمثل لهم
الأنفال ٤٦ ٥٠ فى صورة سراقة بن مالكم بن جعشم فى جند من الشياكني معه راية فلما رأى الملائكة تنزل نكص فقا لله الحرث بن هشام اتخذ لنا في هذه الحالة فقال ﴿إِنّي أرى مَا لا ترون﴾ أى الملائكة وانهمزا فلما بلغوا مكة قالوا هزم الناس سراقة فبلغ ذلك سراقة فقال والله ما شعرت بمسيركم حتى بلغتنى هزيممتكم فلما أسلموا علموا أنه الشيطان ﴿إِنّي أَخَافُ الله﴾ أي عقوبته ﴿والله شَدِيدُ العقاب﴾
إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٩)
اذكروا ﴿إِذْ يَقُولُ المنافقون﴾ بالمدينة ﴿والذين فِي قلوبهم مرض﴾ هو من صفة المنافقين أريد والذين هم على حرف ليسوا بثابتي الأقدام في الإسلام ﴿غَرَّ هؤلاء دِينُهُمْ﴾ يعنون أن المسلمين اغتروا بدينهم فخرجوا وهم ثلثمائة وبضعة عشر إلى زهار ألف ثم قال جواباً لهم ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ على الله﴾ بكب إليه أمره ﴿فَإِنَّ الله عَزِيزٌ﴾ غالب يسلط القيل الضعيف على الكثير القوي ﴿حَكِيمٌ﴾ لا يسوي بين وليه وعدوه