وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (٥٠)
﴿وَلَوْ تَرَى﴾ ولو عاينت وشاهدت لأن لو ترد المضارع إلى معنى الماضي كما ترد الماضي إلى معنى الاستقبال ﴿إِذْ﴾ نصب على الظرف ﴿يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ﴾ بقبض أرواحهم ﴿الملائكة﴾ فاعل ﴿يَضْرِبُونَ﴾ حال منهم ﴿وُجُوهُهُمْ﴾ إذا أقبلوا ﴿وأدبارهم﴾ ظهورهم وأستاههم إذا أدبروا أو وجوههم عندالاقدام وأدبارهم عند النهزام وقيل فى يتوفى ضمير الله تعالى والملائكة مرفوعة بالابتداء ويضربون خبر والأول الوجه لأن الكفار لا يستحقون أن يكون الله متوفيهم بلا واسطة دليله قرءاة ابن عامر تتوفى بالتاء ﴿وَذُوقُواْ﴾ ويقولون لهم ذوقوا معطوف على يَضْرِبُونَ ﴿عَذَابَ الحريق﴾ أي مقدمة عذاب النار أو ذوقوا عذاب الآخرة بشارة لهم به أو يقال لهم يوم القيامة ذوقوا وجواب لو محذوف أي لرأيت امرا فظيعا
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٥١)
﴿ذلك بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ أي كسبت وهو رد على الجبرية وهو من كلام الله تعالى أو من كلام الملائكة وذلك رفع بالابتداء وبما قَدَّمَتْ خبره ﴿وَأَنَّ الله﴾ عطف عليه أي ذلك العذاب بسببين بسبب كفركم ومعاصيكم وبأن الله ﴿لَيْسَ بظلام لّلْعَبِيدِ﴾ لأن تعذيب الكفار من العدل وقيل ظلام للتكثير لجل العبيد أو لفى انواع الظلم
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٥٢)
الكاف فى ﴿كدأب آل فِرْعَوْنَ﴾ في محل الرفع أي دأب هؤلاء مثل دأب آل فرعون ودأبهم عادتهم وعملهم الذي دأبوا فيه أي داوموا عليه ﴿والذين من قبلهم﴾
الأنفال (٥٢ _ ٥٧)
من قبل قريش أو قبل آل فرعون ﴿كَفَرُواْ﴾ تفسير لدأب آل فرعون ﴿بآيات الله فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ الله قَوِيٌّ شَدِيدُ العقاب﴾ والمعنى جروا على عادتهم في التكذيب فأجرى عليهم مثل ما فعل بهم في التعذيب


الصفحة التالية
Icon