﴿خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ من الأصرار على الكفر ﴿وَإِن تَوَلَّيْتُمْ﴾ عن التوبة أو تبتم على التولي والإعراض عن الإسلام ﴿فاعلموا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى الله﴾ غير سابقين الله ولا فائتين أخذه وعقابه ﴿وَبَشّرِ الذين كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ مكان بشارة المؤمنين بنعيم مقيم
إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٤)
﴿إِلاَّ الذين عاهدتم مّنَ المشركين﴾ استثناء من قوله فَسِيحُواْ فِى الأرض والمعنى براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فقولوا لهم سيحوا إلا الذين عاهدتم منهم ﴿ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً﴾ من شروط العهد أي وفوا بالعهد ولم ينقضوه وقرىء لَمْ ينقضوكم أي عهدكم وهو أليق لكن المشهورة أبلغ لأنه في مقابلة التمام ﴿وَلَمْ يظاهروا عَلَيْكُمْ أَحَداً﴾ ولم يعاونوا عليكم عدواً ﴿فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ﴾ فأدوه إليهم تاماً كاملاً ﴿إلى مُدَّتِهِمْ﴾ إلى تمام مدتهم والاستثناء بمعنى الاستدراك كأنه قيل بعد أن أمروا في الناكثين لكن الذين لم ينكثوا فأتموا إليهم عهدهم ولا تجروهم مجراهم ولا تجعلوا الوفي كالغادر ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ المتقين﴾ يعني أن قضية التقوى أن لا يسوّي بين الفريقين فاتقوا الله في ذلك
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)
﴿فَإِذَا انسلخ﴾ مضى أو خرج ﴿الأشهر الحرم﴾ التي أبيح فيها للناكثين أن يسيحوا ﴿فاقتلوا المشركين﴾ الذين نقضوكم وظاهروا عليكم ﴿حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ﴾ من حل أو حرم ﴿وَخُذُوهُمْ﴾ وأسروهم والأخذ الأسر ﴿واحصروهم﴾ وقيدوهم وامنعوهم من التصرف في البلاد ﴿واقعدوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ﴾ كل ممر ومجتاز ترصدونهم به وانتصابه على الظرف ﴿فَإِن تَابُواْ﴾ عن الكفر ﴿وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم﴾ فأطلقوا عنهم بعد الأسر


الصفحة التالية
Icon