وقيل لما دخل الغار بعث الله حمامتين فباضنتا في أسفله والعنكبوت فنسجت عليه وقال رسول الله ﷺ اللهم أعم أبصارهم فجعلوا يترددون حول الغار ولا يفطنون قد أخذ الله بأبصارهم عنه وقالوا من أنكر صحبة أبي بكر فقد كفر لإنكاره كلام الله وليس ذلك لسائر الصحابة ﴿فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ﴾ ما ألقى في قلبه من الأمنة التي سكن عندها وعلم أنهم لا يصلون
التوبة (٤٠ _ ٤٣)
إليه ﴿عليه﴾ على النبى ﷺ أو على أبي بكر لأنه كان يخاف وكان عليه السلام ساكن القلب ﴿وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا﴾ هم الملائكة صرفوا وجوه الكفار وأبصارهم عن أن يروه أو أيده بالملائكة يوم بدر والأحزاب وحنين ﴿وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذين كَفَرُواْ﴾ أي دعوتهم إلى الكفر ﴿السفلى وَكَلِمَةُ الله﴾ دعوته إلى الإسلام ﴿هِىَ﴾ فصل ﴿العليا﴾ وَكَلِمَةُ الله بالنصب يعقوب بالعطف والرفع على الاستئناف أوجه إذ هي كانت ولم تزل عالية ﴿والله عَزِيزٌ﴾ يعز بنصره أهل كلمته ﴿حَكِيمٌ﴾ يذل أهل الشرك بحكمته
انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤١)
﴿انفروا خِفَافًا﴾ في النفور لنشاطكم له ﴿وَثِقَالاً﴾ عنه لمشقته عليكم أو خفافاً لقلة عيالكم وثقالاً لكثرتها أو خفافاً من السلاح وثقالاً منه أو ركباناً ومشاة أو شباباً وشيوخاً أو مهازيل وسمانا أو صحاحا ومرضا ﴿وجاهدوا بأموالكم وَأَنفُسِكُمْ﴾ إيجاب للجهاد بهما إن إمكن أو بأحدهما على حسب الحال والحاجة ﴿فِي سَبِيلِ الله ذلكم﴾ الجهاد {خَيْرٌ


الصفحة التالية
Icon