المنافقات مائة وسبيعن ﴿بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ﴾ أي كأنهم نفس واحدة وفيه نفي أن يكونوا من المؤمنين وتكذيبهم فى قولهم ويحلفون بالله إنهم لمنكم وتقرير لقوله وما هم منكم ثم وصفهم بما يدل على مضادة حالهم لحال المؤمنين فقال ﴿يَأْمُرُونَ بالمنكر﴾ بالكفر والعصيان ﴿وَيَنْهَوْنَ عَنِ المعروف﴾ عن الطاعة والإيمان ﴿وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ﴾ شحاً بالمبارّ والصدقات والإنفاق في سبيل الله ﴿نسوا الله﴾ تركوا امره أو غفلوا ذكره ﴿فَنَسِيَهُمْ﴾ فتركهم من رحمته وفضله ﴿إِنَّ المنافقين هُمُ الفاسقون﴾ هم الكاملون في الفسق الذي هو التمرد في الكفر والانسلاخ عن كل خير وكفى المسلم زاجراً أن يلم بما يكسبه هذا الاسم الفاحش الذي وصف به المنافقون حين بالغ في ذمهم
وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٦٨)
﴿وَعَدَ الله المنافقين والمنافقات والكفار نَارَ جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا﴾ مقدرين الخلود فيها ﴿هِىَ﴾ أي النار ﴿حَسْبُهُمْ﴾ فيه دلالة على عظم عذابها وأنه بحيث لا يزاد عليه ﴿وَلَعَنَهُمُ الله﴾ وأهانهم مع التعذيب وجعلهم مذمومين ملحقين بالشياطين الملاعين ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ﴾ دائم معهم في العاجل لا ينفكون عنه وهو ما يقاسونه من تعب النفاق والظاهر المخالف للباطن خوفاً من المسلمين وما يحذرونه أبدا
التوبة (٦٩ _ ٧١)
من الفضحية ونزول العذاب إن اطلع على أسرارهم
كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٩)
الكاف في ﴿كالذين مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فَاسْتَمْتَعْتُمْ بخلاقكم كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بخلاقهم﴾ محلها رفع أي أنتم مثل الذين من قبلكم أو نصب على


الصفحة التالية
Icon