رسول الله ﷺ فقيل كثر ماله حتى لا يسعه وادٍ فقال يا ويح ثعلبة فبعث رسول الله ﷺ مصدّقين لأخذ الصدقات فاستقبلهما الناس بصدقاتهم ومرا بثعلبة فسالاه الصدقة فقال ما هده إلا جزية وقال ارجعا حتى أرى رأيي فلمارجعا قال لهما رسول الله ﷺ قبل أن يكلماه يا ويح ثعلبة مرتين فنزلت فجاء ثعلبة بالصدقة فقال إن الله منعني أن أقبل منك فجعل التراب على رأسه فقبض رسول الله ﷺ فجاء بها إلى أبى بكر رضى الله عنه فلم يقبلها وجاء بها إلى عمر رضى الله عنه في خلافته فلم يقبلها وهلك في زمان عثمان رضى الله عنه ﴿لئن آتانا مِن فَضْلِهِ﴾ أي المال ﴿لَنَصَّدَّقَنَّ﴾ لنخرجن الصدقة والأصل لنتصدقن ولكن التاء أدغمت في الصاد لقربها منها ﴿وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصالحين﴾ بإخراج الصدقة
فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٧٦)
﴿فلما آتاهم مّن فَضْلِهِ﴾ أعطاهم الله المال ونالوا مناهم ﴿بَخِلُواْ بِهِ﴾ منعوا حق الله ولم يفوا بالعهد ﴿وَتَوَلَّواْ﴾ عن طاعة الله ﴿وَّهُم مُّعْرِضُونَ﴾ مصرون على الإعراض
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (٧٧)
﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِى قُلُوبِهِمْ﴾ فأورثهم البخل نفاقاً متمكناً في قلوبهم لأنه كان سبباً فيه ﴿إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ﴾ أي جزاء فعلهم وهو يوم القيامة ﴿بِمَا أَخْلَفُواْ الله مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ﴾ بسبب إخلافهم ما وعدوا الله من التصدق والصلاح وكونهم كاذبين ومنه جعل خلف
التوبة (٧٨ _ ٨٠)
الوعد ثلث النفاق
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٧٨)
﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ﴾ يعني المنافقين ﴿أَنَّ الله يَعْلَمُ سرهم﴾ أى ما أسروه من النفاق بالعزم على إخلاف ما وعدوه ﴿ونجواهم﴾ وما يتناجون به فيما بينهم


الصفحة التالية
Icon