﴿تُطَهِّرُهُمْ﴾ عن الذنوب وهو صفة لصدقة والتاءللخطاب أو لغيبة المؤنث والتاء في ﴿وَتُزَكِّيهِمْ﴾ للخطاب لا محالة ﴿بِهَا﴾ بالصدقة والتزكية مبالغة في التطهير وزيادة فيه أو بمعنى الإنماء والبركة في المال ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ واعطف عليهم بالدعاء لهم وترحم والسنة أن يدعوا المصدق لصاحب الصدقة إذا أخذها ﴿إن صلاتك﴾ صلاتك كوفي غير أبي بكر قيل الصلاة أكثر من الصلوات لانها للجنس ﴿سَكَنٌ لَّهُمْ﴾ يسكنون إليه وتطمئن قلوبهم بأن الله قد تاب عليهم ﴿والله سَمِيعٌ﴾ لدعائك أو سميع لاعترافهم بذنبوهم ودعائهم ﴿عَلِيمٌ﴾ بما في ضمائرهم من الندم والغم لما فرط منهم
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٠٤)
﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ﴾ المراد المتوب عليهم أي ألم يعلموا قبل أن يتاب عليهم وتقبل صدقاتهم ﴿أَنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ التوبة عَنْ عِبَادِهِ﴾ إذا صحت ﴿ويأخذ الصدقات﴾ ويقبلها إذا صارت عن خلوص النية وهو للتخصيص أي إن ذلك ليس إلى رسول الله ﷺ إنما الله هو الذي يقبل التوبة ويردها فاقصدوه بها ووجهوها إليه ﴿وَأَنَّ الله هُوَ التواب﴾ كثير قبول التوبة ﴿الرحيم﴾ يعفو الحوبة
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٠٥)
﴿وَقُلِ﴾ لهؤلاء التائبين ﴿اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون﴾ أي فإن عملكم لا يخفى خيراً كان أو شراً على الله وعباده كما رأيتم وتبين لكم أو غير التائبين ترغيباً لهم في التوبة فقد رُوي أنه لما تيب عليهم قال الذين لم يتوبوا هؤلاء الذين تابوا كانوا بالأمس معنا لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم فنزلت وقوله تعالى فَسَيَرَى الله وعيد لهم وتحذير من عاقبة الإصرار والذهول عن التوبة ﴿وَسَتُرَدُّونَ إلى عالم الغيب﴾


الصفحة التالية
Icon