﴿ذلكم﴾ التوبة والقتل ﴿خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ﴾ من الإصرار على المعصية ﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التواب﴾ المفضال بقبول التوبة وإن كثرت ﴿الرحيم﴾ يعفوا الحوبة وإن كبرت والفاء الأولى للتسبيب لأن الظلم سبب التوبة والثانية للتعقيب لأن المعنى فاعزموا على التوبة فاقتلوا أنفسكم إذ الله تعالى جعل توبتهم قتل أنفسهم والثالثة متعلقة بشرط محذوف كأنه قال فإن فعلتم فقد تاب عليكم
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥)
﴿وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة﴾ عياناً وانتصابها على المصدر كما تنصب القرفصاء بفعل الجلوس أو على الحال من نرى أي ذوي جهرة ﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصاعقة﴾ أي الموت قيل هي نار جاءت من السماء فأحرقتهم روي أن السبعين الذين كانوا مع موسى عليه السلام عند الانطلاق إلى الجبل قالوا له نحن لم نعبد العجل كما عبده هؤلاء فأرنا الله جهرة فقال موسى سألته ذلك فأباه عليّ فقالوا إنك رأيت الله تعالى فلن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فبعث الله عليهم صاعقة فأحرقتهم وتعلقت المعتزلة بهذه الآية في نفي الرؤية لأنه لو كان جائز الرؤية لما عذبوا بسؤال ما هو جائز الثبوت قلنا إنما عوقبوا بكفرهم لأن قولهم إنك رأيت الله فلن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة كفر منهم ولأنهم امتنعوا عن الإيمان بموسى بعد ظهور معجزته حتى يروا ربهم جهرة والإيمان بالانبياء واجب بعد ظهور معجزاتهم ولا يجوز اقتراح الآيات عليهم ولأنهم لم يسألوا سؤال استرشاد بل سؤال تعنت وعناد
البقرة (٥٥ _ ٥٨)
﴿وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ إليها حين نزلت
ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٦)
﴿ثُمَّ بعثناكم﴾ أحييناكم وأصله الإثارة ﴿مّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ نعمة البعث بعد الموت