أَوْ قَائِمًا} عليه أي دعانا مضطجعا وفائدة ذكر هذه الأحوال أن المضرور لا يزال داعياً لا يفتر عن الدعاء حتى يزول عنه الضر فهو يدعونا فى حالاته كلها كان مضطجعاً عاجزاً عن النهوض أو قاعداً لا يقدر على القيام أو قائماً لا يطيق المشي ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ﴾ أزلنا ما به ﴿مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إلى ضُرّ مَّسَّهُ﴾ أي مضى على طريقته الأولى قبل مس الضر ونسي حال الجهد أو مر عن موقف الابتهال والتضرع لا يرجع إليه كأنه لا عهد له به والأصل كأنه لم يدعنا فخفف وحذف ضمير الشأن ﴿كذلك﴾ مثل ذلك التزيين ﴿زُيّنَ لِلْمُسْرِفِينَ﴾ للمجاوزين الحد في الكفر زين الشيطان بوسوسته ﴿مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ من الإعراض عن الذكر واتباع الكفر
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣)
﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا القرون مِن قَبْلِكُمْ﴾ يا أهل مكة ﴿لما ظلموا﴾ أشركوا وهو ظرف لأهلكنا والواو فى ﴿وجاءتهم رسلهم﴾ للحال اظلموا بالتكذيب وقد جاءتهم رسلهم ﴿بالبينات﴾ بالمعجزات ﴿وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ﴾ إن بقوا ولم يهلكوا لأن الله علم منهم أنهم يصرون
يونس (١٣ _ ١٦)
على كفرهم وهو عطف على ظلموا أو اعتراض واللام لتأكيد النفي يعني أن السبب في إِهلاكهم تكذيبهم للرسل وعلم الله أنه لا فائدة في إمهالهم بعد أن ألزموا الحجة ببعثة الرسل ﴿كذلك﴾ مثل ذلك الجزاء يعني الإهلاك ﴿نَجْزِي القوم المجرمين﴾ وهو وعيد لأهل مكة على إجرامهم بتكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٤)
﴿ثُمَّ جعلناكم خلائف فِى الأرض مِن بَعْدِهِم﴾ الخطاب للذين بعث اليهم محمد ﷺ أي استخلفناكم في الأرض بعد القرون التي أهلكناها ﴿لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ أي لننظر أتعملون خيرا وشرا فنعاملكم على حسب عملكم وكيف فى محل النصب يتعملون لا ينتظر لأن معنى الاستفهام فيه يمنع أن يتقدم عليه عامله والمعنى أنتم بمنظر منا فانظروا كيف تعملون أبالاعتبار ب


الصفحة التالية
Icon