حال عن الأعمش لا تصدق باكية بعد إخوة يوسف فلما سمع صوتهم فزع وقال مالكم با بني هل أصابكم في غنمكم شيء قالوا لا قال فما بالكم وأين يوسف
قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (١٧)
﴿قَالُواْ يا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ﴾ أي نتسابق العدو أو في الرمي والافتعال والتفاعل يشتركان كالإرتماء والترامي وغير ذلك ﴿وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ متاعنا فَأَكَلَهُ الذئب وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا﴾ بمصدق لنا ﴿وَلَوْ كُنَّا صادقين﴾ ولو كنا عندك من أهل الصدق والثقة لشدة محبتك ليوسف فكيف وأنت سيء الظن بنا غير واثق بقولنا
وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (١٨)
﴿وجاؤوا على قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ ذي كذب أو وصف بالمصدر مبالغة كأنه نفس الكذب ويعنه كما يقال للكذاب هو الكذب بعينه والزور بذاته روى أنهم ذبحوا سخلة ولطخواالقميص بدمها وزل عنهم أن يمزقوه ورُوي أن يعقوب عليه السلام لم سمع بخبر يوسف صاح بأعلى صوته وقال اين القميص وأخذه وألقاه على وجهه وبكى حتى خضب وجهه بدم القميص وقال تالله
يوسف (١٨ _ ٢١)
ما رأيت كاليوم ذئباً أحلم من هذا أكل ابني ولم يمزق عليه قميصه وقيل كان في قميص يوسف ثلاث آيات كان دليلاً ليعقوب على كذبهم وألقاه على وجهه فارتد بصيراً ودليلاً على براءة يوسف حين قد من دبره ومحل على قميصه النصب على الظرف كأنه قيل وجاءوا فوق قميصه بدم ﴿قَالَ﴾ يعقوب عليه السلام ﴿بل سولت﴾ زينت أوسهلت ﴿لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا﴾ عظيماً ارتكبتموه ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾ خبر أو مبتدأ لكونه موصوفاً أي فأمري صبر جميل أو فصبر جميل أجمل وهو مالا شكوى فيه إلى الخلق ﴿والله المستعان﴾ أي استعينه ﴿على﴾ احتمال ﴿مَا تَصِفُونَ﴾ من هلاك يوسف والصبر على الرزء فيه
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٩)
﴿وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ﴾ رفقة تسير من قبل مدين إلى مصر وذلك بعد ثلاثة


الصفحة التالية
Icon