أو سميته بزيد ﴿مَّا أَنزَلَ الله بِهَا﴾ بتسميتها ﴿مّن سلطان﴾ حجة ﴿إِنِ الحكم﴾ في أمر العبادة والدين ﴿إلاَ لِلَّهِ﴾ ثم بين ما حكم به فقال ﴿أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذلك الدين القيم﴾
الثابت الذي دلت عليه البراهين ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ﴾ وهذا يدل على أن العقوبة تلزم العبد وإن جهل إذا أمكن له العلم بطريقه
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (٤١)
ثم عبر الرؤيا فقال ﴿يا صاحبي السجن أَمَّا أَحَدُكُمَا﴾ يريد الشرابي ﴿فَيَسْقِى رَبَّهُ﴾ سيده ﴿خَمْرًا﴾ أي يعود إلى عمله ﴿وَأَمَّا الآخر﴾ أي الخباز ﴿فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطير مِن رَّأْسِهِ﴾ روي أنه قال للأول ما رأيت من الكرمة وحسنها هو الملك وحسن حالك عنده وأما القضبان الثلاثة فإنها ثلاثة أيام تمضي في السجن ثم تخرج وتعود إلى ما كنت عليه وقال للثاني ما رأيت من السلال ثلاثة أيام ثم تخرج فتقتل ولما سمع الخباز صلبه قال ما رأيت شيئاً فقال يوسف ﴿قُضِىَ الأمر الذى فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾ أي قطع وتم ما تستفتيان فيه من أمركما وشأنكما أي ما يجر إليه من العاقبة وهي هلاك أحدهما ونجاة الآخر
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (٤٢)
﴿وَقَالَ لِلَّذِى ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مّنْهُمَا﴾ الظان هو يوسف عليه السلام إن كان تأويله بطريق الاجتهاد وإن كان بطريق الوحي فالظان هو الشرابي أو يكون الظن بمعنى اليقين ﴿اذكرني عند ربك﴾ صفنى عند المك بصفتي وقص عليه قصتي لعله يرحمني ويخلصني من هذه الورطة ﴿فَأَنْسَاهُ الشيطان﴾ فأنسى الشرابي ﴿ذِكْرَ رَبّهِ﴾ أن يذكره لربه أو عند ربه أو فأنسى يوسف ذكر الله حين وكل أمره إلى غيره وفي الحديث رحم الله


الصفحة التالية
Icon