نمتار فقال لعلكم جئتم عيوناً تنظرون عورة بلادي فقالوا معاذ الله نحن بنو نبي حزين لفقد ابن كان أحبنا إليه وقد أمسك أخاً له من أمه يستأنس به فقال ائتوني به إن صدقتم
وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (٥٩)
﴿ولما جهزهم بجهازهم﴾ اعطى كل واحد منهم حمل بعير وقرئ بكسر الجيم شاذا ﴿قال ائتونى بِأَخٍ لَّكُمْ مّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنّى أُوفِى الكيل﴾ أتمه ﴿وَأَنَاْ خَيْرُ المنزلين﴾ كان قد أحسن إنزالهم وضيافتهم رغبهم بهذا الكلام على الرجوع إليه
فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (٦٠)
﴿فإن لم تأتونى به فلا كيل لكم عِندِى﴾ فلا أبيعكم طعاماً ﴿وَلاَ تَقْرَبُونِ﴾ أي فإن لم تأتوني به تحرموا ولا تقربوا فهو داخل في حكم الجزاء مجزوم معطوف على محل قوله فلا كيل لكم أو هو بمعنى النهي
قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (٦١)
﴿قَالُواْ سنراود عَنْهُ أَبَاهُ﴾ سنخادعه عنه ونحتال حتى
يوسف (٦١ _ ٦٥)
تنزعه من يده ﴿وَإِنَّا لفاعلون﴾ ذلك لا محالة لا نفرط فيه ولا نتوانى قال فدعوا بعضكم هنا فتركوا عنده شمعون وكان أحسنهم رأياً في يوسف
وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٦٢)
﴿وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ﴾ كوفي غير أبي بكر لفتيته غيرهم وهما جمع فتى كإخوة وإخوان في أخ وفعلة للقلة وفعلان للكثرة أي لغلمانه الكيالين ﴿اجعلوا بضاعتهم فِى رِحَالِهِمْ﴾ أوعيتهم وكانت نعالاً أو أدما أو ورقا وهو أليق بالدس في الرحال ﴿لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا﴾ يعرفون حق ردها وحق التكرم بإعطاء البدلين ﴿إِذَا انقلبوا إلى أَهْلِهِمْ﴾ وفرغوا ظروفهم ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ لعل معرفتهم بذلك تدعوهم إلى الرجوع إلينا أو ربما لا يجدون بضاعة بها يرجعون أو ما فيهم من الديانة يعيدهم لرد الأمانة أو لم ير من الكرم أن يأخذ من أبيه وإخوته ثمناً
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٦٣)
﴿فَلَمَّا رَجِعُوا إلى أَبِيهِمْ﴾ بالطعام وأخبروه بما فعل {قالوا يا أبانا مُنِعَ مِنَّا