من أن نأخذ فأضيف المصدر إلى المفعول به وحذف من ﴿إِنَّا إِذًا لظالمون﴾ إذاً جواب لهم وجزاء لأن المعنى إن أخذنا بدله ظلمنا وهذا لأنه وجب على قضية فتواكم أخذ من وجد الصاع في رحله واستعباده فلو أخذنا غيره كان ذلك ظلماً في مذهبكم فلم تطلبون ما عرفتم أنه ظلم
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٠)
﴿فَلَمَّا استيأسوا﴾ يئسوا وزيادة السين والتاء للمبالغة كما مر في استعصم ﴿مِنْهُ﴾ من يوسف وإجابته إياهم ﴿خَلَصُواْ﴾ انفردوا عن الناس خالصين لا يخالطهم سواهم ﴿نَجِيّاً﴾ ذوي نجوى أو فوجاً نجيا أي مناجياً لمناجاة بعضهم بعضاً أو تمحضوا تناجيا لاستجماعهم لذلك وإفاضتهم فيه بجد واهتمام كأنهم في أنفسهم صورة التناجي وحقيقته فالنجيُّ يكون بمعنى المناجي كالسمير بمعنى المسامر وبمعنى المصدر الذي هو التناجي وكان تناجيهم في تدير أمرهم على أي صفة يذهبون وماذا يقولون لأبيهم في شأن أخيهم ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ في السن وهو روبين أو في العقل والرأي وهو يهوذا أو رئيسهم وهو شمعون ﴿أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقًا مّنَ الله وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِى يُوسُفَ﴾ ما صلة أي ومن قبل هذا قصرتم في شأن يوسف ولم تحفظوا عهد أبيكم أو مصدرية ومحل المصدر الرفع على الابتداء وخبره الظرف وهو من قبل ومعناه وقع من قبل تفريطكم في يوسف ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الأرض﴾ فلن أفارق أرض مصر ﴿حتى يَأْذَنَ لِى أَبِى﴾ في الانصراف إليه ﴿أَوْ يَحْكُمَ الله لِى﴾ بالخروج منها أو بالموت أو
يوسف (٨٠ _ ٨٤)
بقتالهم ﴿وَهُوَ خَيْرُ الحاكمين﴾ لأنه لا يحكم إلا بالعدل
ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (٨١)
﴿ارجعوا إلى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يا أَبَانَا إِنَّ ابنك سَرَقَ﴾ وقرىء سرِّق أي نسب إلى السرقة ﴿وَمَا شَهِدْنَا﴾ عليه بالسرقة ﴿إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا﴾ من سرقته


الصفحة التالية
Icon