وأغرى ﴿إِنَّ ربي لطيف {
يوسف (١٠٠ _ ١٠٢)
لما يشاء
أي لطيف التدبير {إِنَّهُ هُوَ العليم الحكيم﴾
بتأخير الآمال إلى الآجال أو حكم بالائتلاف بعد الاختلاف
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١)
﴿رَبّ قَدْ اتَيْتَنِى مِنَ الملك﴾ ملك مصر ﴿وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ الأحاديث﴾ تفسير كتب الله أو تعبير الرؤيا ومن فيهما للتبعيض إذ لم يؤت إلا بعض ملك الدنيا وبعض التأويل ﴿فَاطِرَ السماوات والأرض﴾ انتصابه على النداء ﴿أَنتَ وَلِيِّي فِى الدنيا والآخرة﴾ أنت الذي تتولاني بالنعمة في الدارين وبوصل الملك الفاني بالملك الباقي ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾ طلب الوفاة على حال الإسلام كقول يعقوب لولده ولا تموتن الا وأنتم مسلمون وعن الضحاك مخلصاً وعن التستري مسلِّماً إليك أمري وفي عصمة الأنبياء إنما دعا به يوسف ليقتدي به قومه ومن بعده ممن ليس بمأمون العاقبة لأن ظواهر الأنبياء لنظر الأمم إليهم ﴿وَأَلْحِقْنِى بالصالحين﴾ من آبائي أو على العموم وروى أن يوسف أخذ بيد يعقوب فطاف به في خزائنه فأدخله خزائن الذهب والفضة وخزائن الثياب وخزائن السلاح حتى أدخله خزانة القراطيس قال يا بني ما أعقك عندك هذه القراطيس وما كتبت إلي على ثمان مراحل فقال امرنى جبريل قال أوما تسأله قال أنت أبسط إليه مني فاسأله فقال جبريل الله أمرني بذلك لقولك وأخاف أن يأكله الذئب فهلا خفتني ورُوي أن يعقوب أقام معه أربعاً وعشرين سنة ثم مات وأوصى أن يدفنه بالشام إلى جنب أبيه إسحاق فمضى بنفسه ودفنه ثمة ثم عاد إلى مصر وعاش بعد أبيه ثلاثة وعشرين سنة فلما تم أمره طلبت نفسه الملك الدائم فتمنى الموت وقيل ما تمناه نبي قبله ولا بعد فتوفاه الله طيباً طاهراً فتخاصم أهل مصر وتشاحنوا في دفنه كلٌ يحب أن يدفن في محلتهم حتى هموا بالقتال فرأوا أن يعملوا له صندوقاً من مرمر


الصفحة التالية
Icon