إقراره بالله وبأنه خلقه وخلق السموات والأرض إلا وهو مشرك بعبادة الوثن الجمهور على أنها نزلت في المشركين لأنهم مقرون بالله خالقهم ورازقهم واذا حز بهم أمر شديد دعوا الله ومع ذلك يشركون به غيره ومن جملة الشرك ما يقوله القدرية من إثبات قدرة التخليق للعبد والتوحيد المحض ما يقوله أهل السنة وهو أنه لا خالق إلا الله
أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٠٧)
﴿أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ﴾ عقوبة تغشاهم وتشملهم ﴿مّنْ عَذَابِ الله أَوْ تَأْتِيَهُمُ الساعة﴾ القيامة ﴿بَغْتَةً﴾ حال أي فجأة ﴿وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ باتيانها
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨)
﴿قُلْ هذه سَبِيلِى﴾ هذه السبيل التي هي الدعوة إلى الإيمان والتوحيد سبيلي والسبيل والطريق يذكران ويؤنثان ثم فسر سبيله بقوله ﴿أدعو إلى الله على بَصِيرَةٍ﴾ أي أدعو إلى دينه مع حجة واضحة غير عمياء ﴿أَنَاْ﴾ تأكيد للمستتر في أدعو ﴿وَمَنِ اتبعنى﴾ عطف عليه أي أدعو إلى سبيل الله أنا ويدعو إليه من اتبعني أو أنا مبتدأ وعلى بصيرة خبر مقدم ومن اتبعني عطف على أنا يخبر ابتداء بأنه ومن اتبعه على حجة وبرهان لا على هوى ﴿وسبحان الله﴾ وأنزهه عن الشركاء ﴿وَمَا أَنَاْ مِنَ المشركين﴾ مع الله غيره
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٠٩)
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً﴾ لا ملائكة لأنهم كانوا يقولون لو شاء ربنا لأنزل ملائكة أو ليست فيهم امرأة ﴿نُوحِى﴾ بالنون حفص ﴿إِلَيْهِمْ مّنْ أَهْلِ القرى﴾ لأنهم أعلم وأحلم وأهل البوادي فيهم الجهل والجفاء ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة﴾
الآخرة أي ولدار الساعة الآخرة ﴿خَيْرٌ لّلَّذِينَ اتقوا﴾ الشرك وآمنوا به ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ وبالياء مكي وأبو عمرو وحمزة وعلي


الصفحة التالية
Icon