يجيب دعاءه ويبلغ فاه وكذلك ما يدعونه جماد لا يحس بدعائهم ولا يستطيع إجابتهم ولا يقدر على نفعهم واللام في ليبلغ متعلق بباسط كفيه ﴿وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ﴾ وما الماء ببالغ فاه ﴿وَمَا دُعَاءُ الكافرين إِلاَّ فِي ضلال﴾ في ضياع لا منفعة فيه لأنهم إن دعوا الله لم يجبهم وإن دعوا الأصنام لم تستطع إجابتهم
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (١٥)
﴿وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض﴾ سجود تعبد وانقياد ﴿طَوْعاً﴾ حال يعني الملائكة والمؤمنين ﴿وَكَرْهًا﴾ يعني المنافقين والكافرين في حال الشدة والضيق ﴿وظلالهم﴾ معطوف على من جمع ظل ﴿بالغدو﴾ جمع غداة كقن وقناة ﴿والآصال﴾ جمع أصل جمع أصيل قيل ظل كل شيء يسجد لله بالغدو والآصال وظل الكافر يسجد كرهاً وهو كاره وظل المؤمن يسجد طوعاً وهو طائع
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (١٦)
﴿قُلْ مَن رَّبُّ السماوات والأرض قُلِ الله﴾ حكاية لاعترافهم لأنه إذا قال لهم من رب السموات والأرض
الرعد (١٦ _ ١٧)
لم يكن لهم بد من أن يقولوا الله دليله قراءة ابن مسعود وأبي قالوا الله أو هو تلقين أي فإن لم يجيبوا فلقنهم فإنه لا جواب إلا هذا ﴿قُلْ أفاتخذتم مّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ﴾ أبعد أن علمتموه رب السموات والأرض اتخذتم من دونه آلهة ﴿لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرّاً﴾ لا يستطيعون لأنفسهم أن ينفعوها أو يدفعوا ضرراً عنها فكيف يستطيعونه لغيرهم وقد آثرتموهم على الخالق الرازق المثيب المعاقب فما أبين ضلالتكم ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعمى والبصير﴾ أي الكافر والمؤمن أو من يبصر شيئاً ومن لا يخفى عليه شيء ﴿أَمْ هَلْ تَسْتَوِى الظلمات والنور﴾ ملل الكفر والإيمان يستوي كوفي غير حفص ﴿أَمْ جَعَلُواْ لله شركاء﴾ بل اجعلوا ومعنى الهمزة الإنكار ﴿خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ﴾ خلقوا مثل خلقه وهو صفة لشركاء أي أنهم لم يتخذوا لله شركاء خالقين قد خلقوا مثل خلق الله ﴿فَتَشَابَهَ الخلق عَلَيْهِمْ﴾ فاشتبه


الصفحة التالية
Icon