تحل أنت يا محمد قريباً من دارهم بجيشك يوم الحديبية حتى يأتي وعد الله أي فتح مكة ﴿إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد﴾ أي لا خلف في موعده
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (٣٢)
﴿ولقد استهزئ بِرُسُلٍ مّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ الإملاء الإمهال وأن يترك ملاوة من الزمان في خفض وأمن ﴿ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾ وهذا وعيد لهم وجواب عن اقتراحهم الآيات على رسول الله استهزاءً به وتسلية له
أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٣)
﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ﴾ احتجاج عليهم في إشراكهم بالله يعني أفالله الذي هو رقيب ﴿على كُلّ نَفْسٍ﴾ صالحة أو طالحة ﴿بِمَا كَسَبَتْ﴾ يعلم خيره وشره ويعد لكل جزاءه كمن ليس كذلك ثم استأنف فقال ﴿وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاء﴾ أي الأصنام ﴿قُلْ سَمُّوهُمْ﴾ أي سموهم له من هم ونبؤه بأسمائهم ثم قال ﴿أَمْ تُنَبّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى الأرض﴾ على أم المنقطعة أي بل اتنبؤنه بشركاء لا يعلمهم في الأرض وهو العالم بما في السموات والأرض فاذا لم يعلمهم على أنهم ليسوا بشيء والمراد نفي أن يكون له شركاء ﴿أَم بظاهر مّنَ القول﴾ بل أتسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير أن يكون لذلك حقيقة كقوله ذلك قَوْلُهُم بأفواههم ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتوها ﴿بَلْ زُيّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ﴾ كيدهم للإسلام بشركهم ﴿وَصُدُّواْ عَنِ السبيل﴾ عن سبيل الله بضم الصاد كوفي وبفتحها غيرهم ومعناه وصدوا المسلمين عن سبيل الله ﴿وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ من أحد يقدر على هدايته
لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٣٤)
﴿لَّهُمْ عَذَابٌ فِى الحياة الدنيا﴾ بالقتل والأسر وأنواع المحن
الرعد (٣٤ _ ٣٧)
{وَلَعَذَابُ