عربية مترجمة بلسان العرب وانتصابه على الحال كانوا يدعون رسول الله ﷺ إلى أمور يشاركهم فيها فقيل ﴿وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ العلم﴾ أي بعد ثبوت العلم بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة ﴿ما لك مِنَ الله مِن وَلِىّ وَلاَ وَاقٍ﴾ أي لا ينصرك ناصر ولا يقيك منه واق وهذا من باب النهييج والبعث للسامعين على الثبات في الدين وأن لا يزال عند الشبهة بعد استمساكه بالحجة والا
الرعد (٣٨ _ ٤٢)
فكان رسول الله ﷺ من شدة الثبات بمكان
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (٣٨)
وكانوا يعيبونه بالزواج والولادة ويقترحون عليه الآيات وينكرون النسخ فنزل ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وذرية﴾ نساء وأولاد ﴿وما كان لرسول أن يأتي بآية إِلاَّ بِإِذْنِ الله﴾ أي ليس في وسعه إتيان الآيات على ما يقترحه قومه وإنما ذلك إلى الله ﴿لِكُلّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾ لكل وقت حكم يكتب على العباد أي يفرض عليهم على ما تقتضيه حكمته
يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (٣٩)
﴿يَمْحُو الله مَا يَشَاء﴾ ينسخ ما يشاء نسخه ﴿وَيُثَبِّتُ﴾ بدله ما يشاء أو يتركه غير منسوخ أو يمحو من ديوان الحفظة ما يشاء ويثبت غيره أو يمحو كفر التائبين ويثبت إيمانهم أو يميت من حان أجله وعكسه ويثبّت مدني وشامي وحمزة وعلي ﴿وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب﴾ أي أصل كل كتاب وهو اللوح المحفوظ لأن كل كائن مكتوب فيه
وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (٤٠)
﴿وإما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾ وكيفما دارت الحال أريناك مصارعهم وما وعدناهم من إنزال العذاب عليهم أو توفيناك قبل ذلك ﴿فإنما عليك البلاغ﴾ فما يجب عليك إلا تبليغ الرسالة فحسب {وَعَلَيْنَا


الصفحة التالية
Icon