وقد فعل بنا ما يوجب توكلنا عليه وهو التوفيق لهداية كل منا سبيله الذي يجب عليه سلوكه في الدين قال أبو تراب التوكل طرح البدن في العبودية وتعلق القلب بالربوبية والشكر عندالعطاء والصبر عند البلاء ﴿وَلَنَصْبِرَنَّ على مَا آذَيْتُمُونَا﴾ جواب قسم مضمر أي حلفوا على الصبر على أذاهم وأن لا يمسكوا عن دعائهم ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المتوكلون﴾ أي فليثبت المتوكلون على توكلهم حتى لا يكون تكرار
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (١٣)
﴿وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ﴾ سبْلنا لرسْلهم أبو عمرو ﴿لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِّنْ أَرْضِنَا﴾ من ديارنا ﴿أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا﴾ أي ليكونن أحد الأمرين إخراجكم أو عودكم وحلفوا على ذلك والعود بمعنى الصيرورة وهو كثير في كلام العرب أو خاطبوا به كل رسول ومن آمن معه فغلبوا في الخطاب الجماعة على الواحد ﴿فأوحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظالمين﴾ القول مضمر أو أجرى الإيحاء مجرى القول لأنه ضرب منه
وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (١٤)
﴿وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرض مِن بَعْدِهِمْ﴾ أي أرض الظالمين وديارهم في الحديث من آذى جاره ورثه الله داره ﴿ذلك﴾ الإهلاك والإسكان أي ذلك الأمر حق ﴿لِمَنْ خَافَ مَقَامِي﴾ موقفي وهو موقف الحساب أو المقام مقحم أو خاف قيامي عليه بالعلم كقوله أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ على كل نفس بما كسبت والمعنى أن ذلك حق للمتقين ﴿وَخَافَ وَعِيدِ﴾ عذابي وبالياء يعقوب