قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (٧١)
﴿قال هؤلاء بَنَاتِى﴾ فانكحوهن وكان نكاح المؤمنات من الكفار جائزاً ولا تتعرضوا لهم ﴿إِن كُنتُمْ فاعلين﴾ إن كنتم تريدون قضاء الشهوة فيما أحل الله دون ما حرم فقالت الملائكة للوط عليه السلام
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢)
﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ﴾ أي في غوايتهم التي أذهبت عقولهم وتمييزهم بين الخطإ الذي هم عليه وبين الصواب الذي تشير به عليهم من ترك البنين إلى البنات ﴿يَعْمَهُونَ﴾ يتحيرون فكيف يقبلون قولك ويصغون إلى نصيحتك أو الخطاب لرسول الله ﷺ وهو قسم بحياته وما أقسم بحياة أحد قط تعظيماً له والعُمر والعَمر واحد وهو البقاء إلا أنهم خصوا القسم بالمفتوح إيثاراً للأخف لكثرة دور الحلف على ألسنتهم ولذا حذفوا الخبر وتقديره لعمرك قسمي
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣)
﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصيحة﴾ صيحة جبريل عليه السلام ﴿مُشْرِقِينَ﴾ داخلين في الشروق وهو
الحجر (٧٤ _ ٨٥)
بزوغ الشمس
فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤)
﴿فَجَعَلْنَا عاليها سَافِلَهَا﴾ رفعها جبريل عليه السلام إلى السماء ثم قلبها والضمير لقرى قوم لوط ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مّن سِجِّيلٍ﴾
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥)
﴿إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ للمتفرسين المتأملين كأنهم يعرفون باطن الشيء بسمة ظاهرة
وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦)
﴿وَإِنَّهَا﴾ وإن هذه القرى يعني آثارها ﴿لَبِسَبِيلٍ مقيم﴾ ثابت يسلكه الناس لم يندرس بعدوهم يبصرون تلك الآثار وهو تنبيه لقريش كقوله وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧)
﴿إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ لأنهم المنتفعون بذلك
وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (٧٨)
﴿وَإِن كَانَ أصحاب الأيكة﴾ وإن الأمر والشأن كان أصحاب الأيكة أي الغيضة ﴿لظالمين﴾ لكافرين وهم قوم شعيب عليه السلام