الفحشآء} عن الذنوب المفرطة في القبح ﴿والمنكر﴾ ما تنكره العقول ﴿والبغي﴾ طلب التطاول بالظلم والكبر ﴿يَعِظُكُمُ﴾ حال أو مستأنف ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ تتعظون بمواعظ الله وهذه الآية سبب إسلام عثمان بن مظعون فإنه قال ما كنت أسلمت إلاحياء منه عليه السلام لكثرة ما كان يعرض علي الإسلام ولم يستقر الإيمان في قلبي حتى نزلت هذه الآية وأنا عنده فاستقر الإيمان في قلبي فقرأتها على الوليد بن المغيرة فقال والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما هو بقول البشر وقال أبو جهل إن إلهه ليأمر بمكارم الأخلاق وهي أجمع آية القرآن للخير والشر ولهذه يقرؤها كل خطيب على المنبر في آخر كل خطبة لتكون عظة جامعة لكل مأمور ومنهي
وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (٩١)
﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ الله إِذَا عاهدتم﴾ هي البيعة لرسول الله ﷺ على الإسلام إِنَّ الذين يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله ﴿وَلاَ تَنقُضُواْ الأيمان﴾ أيمان البيعة ﴿بَعْدَ تَوْكِيدِهَا﴾ بعد توثيقها باسم الله وأكد ووكد لغتان فصيحتان والأصل الواو والهمزة بدل منها ﴿وَقَدْ جَعَلْتُمُ الله عَلَيْكُمْ كَفِيلاً﴾ شاهداً ورقيباً لأن الكفيل مراع لحال المكفول به مهيمن عليه ﴿إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ من البر والحنث فيجازيكم به
وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٩٢)
﴿وَلاَ تَكُونُواْ﴾ في نقض الأيمان ﴿كالتى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ﴾ كالمرأة التي أنحت على غزلها بعد أن أحكمته وأبرمته فجعلته ﴿أنكاثا﴾ جمع نكث وهو ما ينكث فتله قيل هي ريطة وكانت حمقاء تغزل هي وجواربها من الغداة إلى الظهر
النحل (٩٢ _ ٩٦)
ثم تأمرهن فينقضن ما غزلن ﴿تَتَّخِذُونَ أيمانكم﴾ حال كأنكاثا ﴿دَخَلاً﴾ أحد مفعولي تتخذ أي ولا تنقضوا