بالهداية
الإسراء (٥٤ _ ٥٨)
والتوفيق ﴿أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذّبْكُمْ﴾ بالخذلان أي يقولوا لهم هذه الكلمة ونحوها ولا يقولوا لهم إنكم من أهل النار وإنكم معذبون وما أشبه ذلك مما يغيظهم ويهيجهم على الشر وقوله ان الشيطان ينزغ بينهم اعتراض ﴿وَمَا أرسلناك عَلَيْهِمْ وَكِيلاً﴾ حافظاً لأعمالهم وموكولاً إليك أمرهم وإنما أرسلناك بشيراً ونذيراً فدارهم ومر أصحابك بالمداراة
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (٥٥)
﴿وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِى السماوات والأرض﴾ وبأحوالهم وبكل ما يستأهل كل واحد منهم ﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النبيين على بَعْضٍ﴾ فيه إشارة الى تفضيل رسول الله صلى اله عليه وسلم وقوله ﴿وآتينا داود زَبوراً﴾ دلالة على وجه تفضيله وأنه خاتم الأنبياء وأن أمته خير الأمم لأن ذلك مكتوب في زبور داود قال الله تعالى وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزبور مِن بَعْدِ الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون وهم محمد وأمته ولم يعرف الزبور هنا وعرفه في قوله ولقد كتبنا في الزبور لأنه كالعباس وعباس والفضل وفضل
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (٥٦)
﴿قُلِ ادعوا الذين زَعَمْتُم﴾ إنها آلهتكم ﴿مِن دُونِهِ﴾ من دون الله وهم الملائكة أو عيسى وعزير أو نفر من الجن عبدهم ناس من العرب ثم أسلم الجن ولم يشعروا ﴿فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضر عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً﴾ أي ادعوهم فهم لا يستطيعون أن يكشفوا عنكم الضر من مرض أو فقر أو عذاب ولا أن يحولوه من واحد الى آخر
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (٥٧)
﴿أولئك﴾ مبتدأ ﴿الذين يَدْعُونَ﴾ صفة أي يدعونهم آلهة أو يعبدونهم والخير ﴿يَبْتَغُونَ إلى رَبّهِمُ الوسيلة﴾ يعني أن آلهتهم أولئك يبتغون الوسيلة وهي القربة إلى الله عز وجل ﴿أيهم﴾ بدل من واو يبتغون وأي موصولة أي يبتغي من هو ﴿أَقْرَبُ﴾ منهم الوسيلة إلى الله فكيف بغير الأقرب أو ضمن يبتغون الوسيلة معنى يحرصون فكأنه قيل