عاتبهم على ترك عبادة الأصنام ﴿فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ السماوات والأرض﴾ مفتخرين ﴿لَن نَّدْعُوَاْ مِن دونه إلها﴾ ولئن سيماهم آلهة ﴿لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ قولاً ذا شطط وهو الإفراط في الظلم والإبعاد فيه من شط يشط ويشط إذا بعد
هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (١٥)
﴿هَؤُلاء﴾ مبتدأ ﴿قَوْمُنَا﴾ عطف بيان ﴿اتخذوا مِن دونه آلهة﴾ خير وهو اخبار في معنى الإنكار
الكهف (١٧ - ١٥)
﴿لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم﴾ هلا يأتون على عبادتهم فحذف المضاف ﴿بسلطان بَيّنٍ﴾ بحجة ظاهرة وهو تبكيت لأن الإتيان بالسلطان على عبادة الأوثان محال ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِبًا﴾ بنسبة الشريك إليه
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (١٦)
﴿وإذ اعتزلتموهم﴾ خطاب من بعضهم لبعض حيث صممت عزيمتهم على الفرار بدينهم ﴿وَمَا يَعْبُدُونَ﴾ نصب عطف على الضمير أي وإذا اعتزلتموهم واعتزلتم معبوديهم ﴿إِلاَّ الله﴾ استثناء متصل لأنهم كانوا يقرون بالخالق ويشركون معه غيره كأهل مكة أو منقطع أي وإذا اعتزلتم الكفار والأصنام التي يعبدونها من دون الله أو هو كلام معترض إخبار من الله تعالى عن الفتية أنهم لم يعبدوا غير الله ﴿فَأْوُواْ إِلَى الكهف﴾ صيروا إليه واجعلوا الكهف مأواكم ﴿يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مّن رَّحْمَتِهِ﴾ من رزقه ﴿ويهيئ لَكُمْ مّنْ أَمْرِكُمْ مّرْفَقًا﴾ مَرفقاً مدني وشامي وهو ما يرتفق به أي ينتفع وإنما قالوا ذلك ثقة بفضل الله وقوة في رجائهم لتوكلهم عليه ونصوع يقينهم أو أخبرهم به نبي في عصرهم
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (١٧)
﴿وترى الشمس إذا طلعت تزاور﴾ بتخفيف الزاي كوفي تزور شامي تزواور غيرهم وأصله تتزاور فخفف بإدغام التاء في الزاي أو حذفها والكل من الزور وهو الميل ومنه زاره إذا مال إليه